يوصي بهم حتى قبل موته بقليل ، فقد تضمنت وصيته الأخيرة قوله عليهالسلام : « الله اللّه في الأيتام ، فلا تغبّوا أفواهم (١) ، ولا يضيعوا بحضرتكم ، فقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله : من عال يتيماً حتى يستغني أوجب الله عزّ وجل له بذلك الجنة » (٢) ، وعنه عليهالسلام : « ما من مؤمن ولا مؤمنة يضع يده على رأس يتيم ترحّماً له إلاّ كتب الله له بكلّ شعرة مرّت يده عليها حسنة » (٣).
وعن أبي الطفيل ، أنّه قال : « رأيت علياً عليهالسلام يدعو اليتامى فيطعمهم العسل حتى قال بعض أصحابه : لوددت أني كنت يتيماً » (٤).
أما الإمامان الحسن والحسين عليهماالسلام وكلاهما يضيء من مشكاة واحدة ، فيحثان على تكفل أيتام آل محمّد صلىاللهعليهوآله بعد أن اتبع معهم الطغاة سياسة ( السيف والنطع ) فقتلوهم تحت كل حجر ومدر ، فمن الطبيعي والحال هذه أن يكثر أيتامهم ، ويكونوا ضحايا نظام اجتماعي جائر لا يكترث بهم ، فيفترشوا الأرض ويلتحفوا السماء. فأراد أئمة أهل البيت : أن يرتقوا بشيعتهم إلى
________________
(١) أغبّ القوم : جاءهم يوماً وترك يوماً ، وقوله : « لا تغبّوا أفواههم » أي صلوا أفواههم بالإطعام ولا تقطعوه عنها. انظر : نهج البلاغة ، صبحي الصالح : ٧٧ ، هامش ١.
(٢) الكافي ٧ : ٥١ / ٧ باب صدقات النبي صلىاللهعليهوآله وفاطمة والأئمّة : ووصاياهم من كتاب الوصايا.
(٣) ثواب الأعمال / الشيخ الصدوق : ١٩٩.
(٤) مناقب آل أبي طالب / ابن شهر آشوب ١ : ٣٤٨ ، المطبعة الحيدرية ـ النجف ـ ١٣٧٦ ه.