فحسب ، بل كان يولي التكافل الأدبي المزيد من العناية والأهمية ، قال صلىاللهعليهوآله موصياً : « كن لليتيم كالأب الرَّحيم ، واعلم أنّك [ كما ] تزرع كذلك تحصد » (١).
وروي أن رجلاً شكا إلى النبي صلىاللهعليهوآله قساوة قلبه ، فقال : « إذا أردت أن يلين قلبك فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم » (٢) وفي رواية اُخرى أنه قال له : « فادن منك اليتيم وامسح رأسه وأجلسه على خوانك ، يلين قلبك وتقدر على حاجتك » (٣).
وقال صلىاللهعليهوآله : « اشبع اليتيم والأرملة ، وكن لليتيم كالأب الرحيم ، وكن للأرملة كالزوج العطوف ، تعط كل نفس تنفست في الدنيا قصراً في الجنة ، كل قصر خير من الدنيا وما فيها » (٤).
هذه التوجهات الحضارية أشاعت أجواء الطمأنينة في نفوس الأيتام وخلقت الاستقرار الاجتماعي على الرغم من الاضطراب السياسي الذي خيم على المجتمع الإسلامي آنذاك.
وإذا ما أضفنا إلى كل هذا مساعي مدرسة أهل البيت : الخيرة التي أسهمت بنصيب وافر في تشجيع أعمال الخير ، فكانت كالواحة الوارفة الظلال في مجال التكافل وخاصة مع الأيتام في المقام الأول. فكان أمير المؤمنين عليهالسلام
________________
(١) كنز الفوائد / الكراجكي : ١٩٤ ، مكتبة المصطفوي ـ قم ، ط ٢.
(٢) مشكاة الأنوار / علي الطبرسي : ٢٩٣.
(٣) مشكاة الأنوار / علي الطبرسي : ٢٩٣.
(٤) مشكاة الأنوار / علي الطبرسي : ٢٩٣.