صدقة الماء » (١).
وفي الرواية التالية تتجلّى أمَامَنا واضحةً نفسية أمير المؤمنين عليهالسلام المُحِبَّة للخير والساعية للثواب وخاصة سقي الماء ، عن أبي جعفر عليهالسلام : « إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله خرج في جيش فأدركته القائلة وهو ما يلي ( ينبع ) فاشتدّ عليه حر النهار ، فانتهوا إلى ( سمرة ) فعلقوا أسلحتهم عليها ، وفتح الله عليهم ، فقسم رسول الله صلىاللهعليهوآله موضع السمرة لعلي عليهالسلام في نصيبه... فأمر مملوكيه أن يفجروا لها عيناً ، ففجرت فخرج لها مثل عنق الجزور ـ كناية عن كثرة الماء ـ فجاء البشير يسعى إلى علي عليهالسلام يخبره بالذي كان ، فجعلها عليّ صدقة ، فكتبها : هذا صدقة لله تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ليصرف الله وجهي عن النار صدقة بتلة بتلة في سبيل الله تعالى للقريب والبعيد في السلم والحرب واليتامى والمساكين وفي الرقاب » (٢).
وجاء ـ تأكيد ذلك ـ في كتاب الغارات ، قال المؤلف : « أخرج عليهالسلام ماء عين بينبع وجعلها للحجيج ، وهو باق إلى يومنا هذا » (٣).
ونود الإشارة إلى موقف يكشف المُثل العالية التي يجسدها أهل البيت : في أحلك الظروف ، أنه لما أرسل عبيدالله بن زياد ( لعنة الله عليه )
________________
(١) ثواب الأعمال : ١٣٩.
(٢) مناقب أمير المؤمنين / محمّد سليمان الكوفي ٢ : ٨٠ ، مجمع احياء الثقافة الإسلامية.
(٣) الغارات / إبراهيم الثقفي الكوفي ٢ : ٧٠١.