أمّا القائلون بالحشر الخاص بعد حشر يوم القيامة فهو رأي غريب لا يستند إلىٰ شيء من القرآن الكريم أو السُنّة المطهّرة الناطِقَينِ بوحدة يوم المعاد.
ثانياً : قوله تعالىٰ : ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ) (١).
روى الشيخ الكليني قدسسره بالاسناد عن عبدالله بن سنان ، قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله جل جلاله ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا ) الآية ، فقال عليهالسلام : « هم الأئمة عليهمالسلام » (٢).
وقال الطبرسي : المراد بالذين آمنوا وعملوا الصالحات النبي وأهل بيته عليهمالسلام ، وتضمّنت الآية البشارة لهم بالاستخلاف والتمكين في البلاد وارتفاع الخوف عنهم عند قيام المهدي عليهالسلام منهم ، ويكون المراد بقوله تعالىٰ : ( كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ) هو أن جعل الصالح للخلافة خليفة مثل آدم وداود وسليمان عليهمالسلام ، ويدلّ علىٰ ذلك قوله تعالىٰ : ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) (٣) وقوله ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ ) (٤) وقوله : ( فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) (٥).
__________________
(١) سورة النور ٢٤ : ٥٥.
(٢) الكافي ١ : ١٥٠ / ٣.
(٣) سورة البقرة ٢ : ٣٠.
(٤) سورة ص ٣٨ : ٢٦.
(٥) سورة النساء ٤ : ٥٤.