لا مثل الرواية الاولى التي فيها « وما لم تعلموه فردّوه إلينا » فإنّ الرد اليهم بمعنى التوقف يناسب القضية الحقيقية الثابتة حتى في زمن الغيبة.
٢ ـ أن يجمع بينهما بحمل أخبار الارجاء على اصول الدين فإنّها بحسب لسانها أعم بخلاف أخبار التخيير مثل المرفوعة فإنّها ناظرة إلى فروع الدين ولو باعتبار ما في ذيلها من الأخذ بما فيه الاحتياط.
وهذا الجمع يتم بين مثل الرواية الاولى حيث انها وردت بلسان ردّ علمه اليهم والسؤال عن العلم المنقول عن آبائه وأجداده وهو يعم الاصول والفروع بل قد يقال بتناسبه مع الاصول والمعارف أكثر.
ولا يتمّ في ذيل المقبولة ـ لو فرض استفادة الارجاء منه في كل خبرين متعارضين ـ لأنّها أيضاً واردة في الفروع وهو الدين والميراث.
وامّا علاج المعارضة الثانية فبما ذكره السيد الشهيد من حمل الأخذ بالحائطة للدين على الاستحباب.
لا يقال : انّ ذلك ليس جمعاً عرفياً في باب الأحكام الوضعية كالحجية التعينية التي هي معنى الترجيح بالاحتياط.
فإنّه يقال : نكتة هذا المرجح تختلف عن سائر المرجحات كالصفات أو الموافقة للكتاب والمخالفة للعامة لأنّ موافقة أحد الخبرين المتعارضين للاحتياط لا تجعله أكثر كاشفية وقرباً للواقع كما في سائر المرجحات ، وإنّما هو حكم طريقي بملاك الحفاظ على الالزام الواقعي وأهميته في مقام التزاحم الحفظي.