عنه الضرب ، فقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : يتعوَّذ باللّه فلا تعيذه ، ويتعوَّذ بمحمد فتعيذه ، واللّه أحقّ أن يجار عائذه من محمد ، فقال الرجل : هو حرّ لوجه اللّه ، فقال : والذي بعثني بالحق نبيّا ، لو لم تفعل لواقع وجهك حرّ النار » (١).
نعم ، جاء الإسلام ، ليردّ لهؤلاء البشر إنسانيتهم. جاء ليقول للسادة عن الرقيق : (بَعْضُكُم مِن بَعْضٍ) (٢) ، جاء ليقرّر وحدة الأصل والمنشأ والمصير « أنتم بنو آدم وآدم من تراب ».
ويذكر ، أن أول من أعتقهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، هم بلال ، وعمار ، وصهيب ، وخباب ، فقد آثر عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أنه قال عن بلال الحبشي ، أنه أول ثمار الحبشة ، وعن صهيب إنه أول ثمار الروم ، وكذلك قال عن سلمان الذي كان أول من تحوّل من الفرس والذي كان رقيقا أيضا.
وممّا يدلّ على دعوى هموم هذا الدين لكل العالم هذه الرواية التي نقلناها عن الطبري (٣) ، والتي تنصّ على أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قد أرسل الدعاة لنشر السلام بين جميع الأمم.
وخصّص لفكّ رقاب المستعبدين وجها أو بابا من أبواب صرف أموال الصدقات. قال تعالى : (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا. وَفِي الرِّقَابِ.) (٤).
وبهذا حبّب الدين الإسلامي السمح ، الناس في الإسراع في عتق
__________________
(١) الوسائل ٢٢ : ٤٠١ / ٢.
(٢) سورة آل عمران : ٣ / ١٩٥.
(٣) الطبري ٣ : ٨٥.
(٤) سورة التوبة : ٩ / ٦٠.