أرقّائهم ، وعبيدهم ، وأخلى سبيلهم رغبة وطمعا في المغفرة من الذنوب.
نحن نعلم ، أن للإنسان مكانة رفيعة في تعاليم الإسلام ، أساسها أن اللّه خلقه بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وأسبغ عليه نعمه ، وجعل فجاج الأرض ، وآفاق السماء مسخّرة له ، وفي ذلك يقول جلّ شأنه : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (١).
ولمّا كان مكانة الإنسان على هذا المستوى الرفيع ، فإنّ الشارع ضمن له حقوقا تصونه ، وتدعمه ، وتمنع عنه أسباب الزلل والهبوط ، لعلّ أولها أن يحيا موفور الكرامة عزيز النفس لا يشكو حيفا ولا هوانا.
لقد كان الرقّ قبل الإسلام منتشرا ، ومتمكّنا ، لكن انتصار الإسلام ، هدّم هذه الظاهرة اللا إنسانية ، فأصبح الناس إخوانا كما قال الرسول العظيم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يتقاسمون الحياة مطعما ، وملبسا ، وأعمالاً ، وآدابا ، في محبّة خالصة ومشاركة عادلة.
وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يعتق من الإرقاء من يُعلم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة ، أو يؤدّي خدمة مماثلة للمسلمين. ونصّ القرآن الكريم على أن كفّارة بعض الذنوب هي عتق الرقاب. كما كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يحثّ على العتق تكفيرا عن أي ذنب يأتيه الإنسان ، وذلك للعمل على تحرير أكبر عدد ممكن منهم.
فالموالي ، هم المسلمون من غير العرب ، وكانوا في الأصل أسرى حرب
__________________
(١) سورة الإسراء : ١٧ / ٧٠.