ويرى الشهرستاني ، أن اعتماد المختار على الموالي لم يكن السبب فيما وصل إليه من نجاح ونفوذ ، وإنّما نسب نجاحه إلى عاملين :
أولهما : أنه أعلن أنه نائب ابن الحنفية رضياللهعنه.
وثانيهما : إقدامه على الأخذ بثأر الإمام الشهيد الحسين بن علي عليهماالسلام ، وقتلى كربلاء ، واشتغاله ليلاً ، ونهارا بقتال الظلمة الذين اجتمعوا على قتل الحسين عليهالسلام (١).
كانت الظروف والأحداث التي شهدتها فترة سيادة المختار في العراق إنّما هي نتيجة تطور لأحداث سابقة. وفي الحقيقة ورث المختار تركة مثقلة بالأعباء ، ولم يكن بإمكانه أن يحلّ جميع المشاكل التي تبلورت في عهده ونمت وتطورت في سنوات كثيرة ، كما أن المختار انشغل طوال فترة حكمه بقتال أعدائه ، فكان يحارب في عدّة ميادين ، حارب الزبيريين والأمويين ، وأشراف الكوفة وقتلة الحسين عليهالسلام وغيرهم.
كان طبيعيا والمختار في بلاد العراق أن يستعين بالموالي وهم الغالبية العظمى من السكان ، وكانوا يحتكرون المواد الاقتصادية ، إلى جانب ما كان لهم من نشاط سياسي وثقافي باعتبارهم ورثة الحضارة الفارسية.
وقد وصفهم المختار بأنّهم : « أولاد الأساور من أهل فارس ، والمرازبة » (٢).
ورغم عطف المختار على الموالي ، وتحسينه أوضاعهم الاجتماعية
__________________
(١) الملل والنحل ١ : ٢٣٧.
(٢) الأخبار الطوال / الدينوري : ٤٣٢.