والاقتصادية ، فقد اختار جميع ولاته ، وقواده من العرب ، وكانوا كلّهم من طبقة النبلاء (١).
فقد أرسل القائد العربي شرحبيل بن ورس ، لإنقاذ ابن الحنفية من عبد اللّه بن الزبير ، ومعه جيش قوامه ثلاثة آلاف رجل ، سبعمائة فقط من العرب اليمنيين ، أما الباقي فكانوا من الموالي (٢).
نستنتج مما تقدّم ، أن المختار ، كان رجلاً ، تحرّريا لا يعرف جنسا ، ولا يتعصّب لعنصر أو لون ، فكان يرى جميع البشر على مستوى واحد بغضّ النظر عن قوميتهم أو لونهم ، لهذا ضمّ الموالي إلى ثورته ، وشاركهم مع العرب بالفيء ، والزواج من العربيات ، كما وعيّن كيسان أبا عمرة مولى عرينة على حرسه.
كما كان المختار يرى أن الموالي هم أطوع من الأشراف وأوفى ، لذلك استعان بهم للقضاء على كل من النفوذ الأموي ، والنفوذ الزبيري ، بدليل أنهم لم يتخلّوا عنه عندما حاصره مصعب بن الزبير في قصره ، في حين تركه العرب ، ولجأوا إلى قبائلهم. ويدافع (فلهوزن) عن المختار فيقول : « وجد المختار الموالي وقد أصبحوا من جماعته ، ولم يكن يرمي إلى إثارتهم ضدّ العرب ، بل اتّبع سياسة المهادنة والتوفيق ، وكانت الناس من ورائه حتى استطاع أن يجتذب إليه كبار التجار العرب. وشاء القضاء على الفوارق بين المسلمين من الطبقة الأولى والمسلمين من الطبقة الثانية ممن يأخذ عليه ذلك ، لا يكن له
__________________
(١) الخوارج والشيعة / فلهوزن : ٢١١.
(٢) الطبري ٦ : ٧٣.