يقول ابن أعثم الكوفي : «أن محمد بن الأشعث ، رسول مصعب بن الزبير إلى المهلب بن أبي صفرة ، قال للمهلب ، بعد أن طلب منه الانضمام إلى قوات مصعب بن الزبير : أن إبراهيم بن مالك الأشتر قد غلب على بلاد الجزيرة وخالف على المختار ، والمختار اليوم ليس معه جيش ، وإنّما هو في شرذمة قليلة» (١).
ثم يذكر ابن أعثم ، أن المختار لما سمع عن استعدادات مصعب بن الزبير ، خطب بأتباعه وأخبرهم أن ابن الأشتر إبراهيم قد خذله ، وقعد عن نصرته ، وسألهم أن ينضمّوا إلى جيش أحمر بن شميط (٢).
ولعلّ سؤالاً يطرح نفسه ، لماذا بقي ابن الأشتر في بلاد الجزيرة ، في وقت كان المختار في أمس الحاجة إليه؟؟ وإلى خبرته العسكرية!؟
نحن نعلم ، أن انضمام إبراهيم إلى ثورة المختار كان طوعيا ، وبعد أن تبين لإبراهيم صدق نية المختار ، ظل يؤازره ، ويندفع أمامه في أخطر الخطوب. وإننا لنستغرب هذه الانعطافة الخطرة في حياة إبراهيم ، علما أن
__________________
(١) الفتوح / ابن اعثم الكوفي ٦ : ٢٨٤.
(٢) الفتوح / ابن اعثم ٦ : ٢٨٦. وأحمر بن شميط هو قائد جيش المختار الذي أرسله لقتال جيش مصعب بن الزبير ، مع رؤوس الأرباع ، حيث استشهد هناك. ويقصد بـ (رؤوس الأرباع) ، أي التكتلات العسكرية في الكوفة ، حيث أصبحت أربعة مناطق تدعى بالأرباع وذلك بعد ضم كل قسمين من الأقسام الأولى ، بعد أن كانت سبعة وإليك كيفيتها :
١ ـ أهل العالية ٢ ـ تميم وهمدان
٣ ـ ربيعة (بكر وكندة). ٤ ـ مذحج وأسد.
.. أنظر كتاب خطط الكوفة تحقيق كامل سليمان الجبوري : ٦٠ / ٦١.