المختار كتب لعدة مرّات يطلب مساعدة إبراهيم ، لكن إبراهيم رفض ذلك (١).
في حين نراه بعد استشهاد المختار يتحالف مع مصعب قاتل المختار ضدّ عبد الملك بن مروان ، ومصعب هذا لم يكن يضع ثقته التامة في إبراهيم ما لم يكن متأكّدا من أنّه لم يعد يهتم بقضية المختار مطلقا. ومؤكّدا لو أن إبراهيم لم يترك المختار لكانت نتيجة معركتي المذار وحوراء مختلفة.
لكننا ، ينبغي أن نلتفت إلى أهم الأسباب التي دعت إبراهيم للتخلّي عن نصرة قوات المختار وهم يواجهون آل الزبير فهي من وجهة نظرنا :
١ ـ أن إبراهيم قد استطاب ملك الجزيرة ، بجعلها عاصمة لدولته الناشئة ، حتى صار لا يكترث بما حدث في الكوفة عاصمة قائده المختار من شغب ، بل كان جلّ همه منصبا على بلاد الجزيرة وما حولها فقط.
وهذا نصّ خطبة المختار والتي يبيّن فيها خيانة إبراهيم وتخاذله عن نصرته :
« .. أما بعد يا أهل الكوفة فإنّ أهل مصركم قد بغوا عليكم كما قتلوا ابن بنت نبيكم ، وقد لجئوا إلى أمثالهم من الفاسقين الملحدين فاستعانوا بهم عليكم ، وذلك حينما علموا بأن ابن الأشتر قد خذلني وقصّر عن نصرتي ، وقد بلغني أنهم خرجوا من البصرة يريدون قتلي ليضمحلّ الحقّ وينتعش الباطل ويقتلوا أولياء اللّه ، ألا فانهدوا مع الأحمر بن شميط».
٢ ـ اقتناع ابن الأشتر ، أنه بقتله ابن زياد ، قد قضى على قتلة الإمام الحسين عليهالسلام ، وهذا جعله يعتقد ، أن مهمّته قد انتهت ، وليس ثمة ضير أن
__________________
(١) الفتوح / ابن أعثم الكوفي ٢ : ٢٩.