وكتب إليه عبد الملك بن مروان.
أما بعد :
« فإنّ آل الزبير ، انتزوا على أئمة الهدى (١) ، ونازعوا الأمر أهله ، وألحدوا في بيت اللّه الحرام ، واللّه ممكن منهم ، وجاعل دائرة السوء عليهم ، وأني أدعوك إلى اللّه وإلى سنّة نبيه ، فإن قبلت وأجبت فلك سلطان العراق ما بقيت ، وبقي عليّ بالوفاء بذلك عهد اللّه وميثاقه. والسلام » (٢).
نستنتج من رواية الطبري عدّة أمور منها :
١ ـ أن مصعبا لم يتحرّك لقتال المختار ما لم يحصل على موافقة إبراهيم بعدم مناصرة قوات المختار ، وهذا يعود إلى أن مصلحة مصعب الخاصة كانت تقتضي فعل مثل ذلك ، في حين نفسّر تصرّف إبراهيم هذا بأنّه خيانة للقضية الشيعية التي ارتكب بحقّها ، ما جرّ الويلات والدمار على الشيعة من قبل آل الزبير ، والمروانيين الأمويين.
ولا شك أن المختار لما علم باستعدادت مصعب ، قد راسل إبراهيم كما ذكر ابن أعثم الكوفي ذلك (٣).
ورسائل المختار لإبراهيم هي بمثابة الميزان الكاشف عن درجة همّته في نصره واستعداده للفداء من أجل ديمومة حكومة المختار ، من أجل أن
__________________
(١) بل أئمة الضلالة والظلم والجور من طغام الشجرة الملعونة قبحهم اللّه تعالى.
(٢) الطبري ٧ : ١١١ حوادث عام ٦٧ هـ. ولا شك أن رسائل كثيرة دارت بين الإثنين (مصعب وإبراهيم) ، مصعب يريد تأكيد سلطته ، وإبراهيم يتثبت من أجل الإبقاء على ما في يده من سلطان. المؤلف.
(٣) الفتوح / ابن أعثم الكوفي ٦ : ٢٨٧.