الاثنين ، وقتل ابن حذيفة بن اليمان ، وقطع أكف المختار ، وسمرها جنب المسجد (١).
نستنتج الآن ممّا تقدّم الأُمور التالية :
١ ـ إنّ إبراهيم قد خان قائده ـ المختار ـ الذي أجلسه أميرا على بلاد الجزيرة وما وراءها ، ولولا خيانته وارتداده لما انتهت حركة المختار بهذه السرعة ولوجدت لها من أسباب البقاء ما يطيل في أمدها.
٢ ـ لا شك أن عدم مناصرة إبراهيم للمختار ، قد بيّن للمجتمع المسلم أن إبراهيم كان يعيش انشطارا في الشخصية ، لكونه اختار وقتا غير مناسب لخيانته وارتداده ، وكان يتصرّف وكأنّه أعمى البصيرة. وهذا الأمر (الخيانة والارتداد) ، أدّيا إلى تحوّل أعداد كثيرة من أنصاره إلى جانب المعسكر المعادي ، وهو ما لا يرضاه إبراهيم لنفسه باعتباره أحد من كبار الشيعة ، الذي بايعوا على كتاب اللّه وسنّة نبيه ، والطلب بدماء آل البيت وجهاد المجاهدين مع المختار (٢).
٣ ـ أن إبراهيم كان يقصد من وراء خيانته وارتداده قصدا دنيويا هزيلاً ، وكأنّه يريد أن يلاقي اللّه بهذه الصورة الزائفة.
٤ ـ عن ابن أعثم الكوفي (٣) ، أن المختار طلب مساعدة إبراهيم عدّة مرّات ولكنّه رفض ذلك ، وكان هذا النداء بمثابة إلقاء الحجّة على إبراهيم ، فلو استجاب إبراهيم لهذا النداء لكان رحمة له. والواقع أن عدم ذهاب إبراهيم إلى
__________________
(١) أنساب الأشراف / البلاذري ٥ : ٢٧٠ ـ ٢٧١.
(٢) الطبري ٢ : ١٠٨ ـ ١٤٧ حوادث سنة ٦٧ هـ.
(٣) الفتوح / ابن أعثم الكوفي ٦ : ٢٨٧.