ومع هذا فالتاريخ الأعمى لا زال يصوّر مصعبا بغير الصورة التي يستحقّها.
٣ ـ إن أغلب جيش مصعب بن الزبير ، كان من قتلة الإمام الحسين عليهالسلام وهذا إن دلّ على شيء ، فإنّما يدلّ على كفر مصعب وعدم ايمانه برسالة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبذلك يكون حال إبراهيم كما يقال : «أن الراضي بفعل قوم كفاعله».
٤ ـ كان التناقض واضحا في المواقف ، والأهداف بين ابن الأشتر إبراهيم ، ومصعب بن الزبير ، فلم يكن بينهما أي رابط مبدئي. والغريب في الأمر أن إبراهيم أطاع مصعب ، بل وظلّ له مخلصا حتى الممات. ومن هنا نعتقد أن ابن الأشتر ، قد أخطأ خطأً فظيعا حين سوّد صحيفة أعماله ، فباء بغضب اللّه سبحانه وتعالى وأوجب سوء ظنّ الناس والتاريخ به ، وكان جديرا به والحال هكذا ، أن يتّبع إحدى سياستين :
١ ـ إما أن يمدَّ جيش المختار بالمال والجند والسلاح ، وبالتالي الوصول إلى الكوفة لفكّ الحصار المضروب عليها من قبل قوات مصعب. فإن بقي المختار وانتصر بقي معه ، وإن قُتل المختار قُتل معه. حيث يذكر الواقدي أن حصار الكوفة استمرّ أربعة أشهر أو أربعين يوما على ما يذكر الدينوري (١).
__________________
(١) الأخبار الطوال / الدينوري : ٤٤٧ ، تاريخ الطبري ٦ : ١١٥ ، سنة ٦٧.