وقال المسعودي : توفي يوم الجمعة لست خلون من نيسان في الساعة التي كان فيها خلقه ، وكان عمره تسعمائة وثلاثين سنة ، انتهى. (١)
وذكر السيد في سعد السعود من صحف إدريس عليهالسلام مرضه عشرة أيام بالحمى ووفاته (٢) يوم الجمعة لاحدى عشر يوما خلت من المحرم ، ودفنه في غار في جبل أبي قبيس ، ووجهه إلى الكعبة ، وأن عمره عليهالسلام من وقت نفخ الروح إلى وفاته ألف سنة وثلاثين ، وأن حواء (ع) ما بقيت بعده إلا سنة ثم مرضت خمسة عشر يوما ثم توفيت ودفنت إلى جنب آدم عليهالسلام. ثم قال : ونبأ الله شيثا وأنزل عليه خمسين صحيفة فيها دلائل الله وفرائضه وأحكامه وسننه وشرائعه وحدوده ، فأقام بمكة يتلو تلك الصحف على بني آدم ويعلمها ويعبد الله ويعمر الكعبة فيعتمر في كل شهر ويحج في أوان الحج حتى تم له تسعمائة سنة واثنا عشر سنة فمرض فدعا ابنه أيوس (٣) فأوصى به إليه وأمره بتقوى الله ، ثم توفي فغسله أيوس ابنه وقينان بن أيوس ومهلائيل بن قينان ، فتقدم أيوس فصلى عليه ودفنوه عن يمين آدم في غار أبي قبيس. (٤)
ثم قال السيد رضياللهعنه : وجدت في السفر الثالث من التوراة أن حياة آدم كانت تسعمائة وثلاثين سنة ، وقال محمد بن خالد البرقي رحمهالله : إن عمر آدم (ع) كان تسع مائة وستا وثلاثين سنة ذكر ذلك في كتاب البداء عن الصادق عليهالسلام. (٥)
أقول : يمكن رفع التنافي بين خبري الفضيل والتميمي بأن يكون عليهالسلام أسقط النيف في الخبر الاخير بأن يكون الغرض ذكر أصل العقود سوى الكسور ، على أنه يحتمل أن يكون الاسقاط من الرواة.
ـــــــــــــــ
(١) مروج الذهب ج ١ : ١٧. وبه قال اليعقوبى في التاريخ ، وقال المسعودى في اثبات الوصية ، وكان عمره الف سنة وهب لداود منها سبعين سية فصار عمره بعد ذلك تسعمائه وثلاثين سنة.
(٢) في المصدر : وصفة غسله وتكفينه ودفنه. م
(٣) هكذا في النسخ والصحيح : أنوش كما في المصدر ، وكذا الكلام فيما بعده.
(٤) سعد السعود : ٣٧ ـ ٣٨. م
(٥) سعد السعود : ٤٠. وفيه : تسعمائة وست وثلاثون. م