بيدي؟ قالوا : بلى ، قال : فانطلقوا إلى كل معدن من معادن الجواهر والذهب والفضة فوكلوا بها حتى تجمعوا ما تحتاجون إليه ، وخذوا جميع ما تجدونه في أيدي الناس من الذهب والفضة ، فكتبوا إلى كل ملك في الشرق والغرب فجعلوا يجمعون أنواع الجواهر عشر سنين فبنوا له هذه المدينة في مدة ثلاث مائة سنة ، وعمر شداد تسعمائة سنة ، فلما أتوه وأخبروه بفراغهم منها قال : فانطلقوا فاجعلوا عليها حصنا ، واجعلوا حول الحصن ألف قصر ، عند كل قصر ألف علم ، يكون في كل قصر من تلك القصور وزير من وزرائي ، فرجعوا وعملوا ذلك كله ، ثم أتوه فأخبروه بالفراغ منها كل أمرهم ، فأمر الناس بالتجهيز إلى إرم ذات العماد ، فأقاموا في جهازهم إليها عشر سنين ، ثم سار الملك يريد إرم فلما كان من المدينة على مسيرة يوم وليلة بعث الله عزوجل عليه وعلى جميع من كان معه صيحة من السماء فأهلكتهم ، ولا دخل إرم ولا أحد ممن كان معه ، فهذه صفة إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وإني لاجد في الكتب أن رجلا يدخلها ويرى ما فيها ثم يخرج فيحدث الناس يما يرى فلا يصدق ، وسيدخلها أهل الدين في آخر الزمان. (١)
ص : بالاسناد إلى الصدوق مثله. (٢)
أقول : روى في مجمع البيان نحوا من ذلك عن وهب بن منبه وذكر في آخره أنه قال : وسيدخلها في زمانك رجل من المسلمين أحمر أشقر قصير على حاجبه خال وعلى عنقه خال يخرج في تلك لصحاري في طلب إبل له ، والرجل عند معاوية ، فالتفت إليه كعب وقال : هذاوالله ذلك الرجل. (٣)
٣ ـ ك : وجدت في كتاب المعمرين أنه حكى عن هشام بن السعد الرحال قال وجدنا بالاسكندرية مكتوب فيه : أنا شداد بن عاد ، أنا الذي شيدت العماد (٤) التي لم
ـــــــــــــــ
(١) كمال الدين : ٣٠٥ ـ ٣٠٧. قال المسعودى في مروج الذهب ولنعم ما قال : ان هذا من أكاذيب الندماء ليتقربوابها عند السلاطين. م
(٢) مخطوط. م
(٣) مجمع البيان ١٠ : ٤٨٦ ـ ٤٨٧. ووهب بن منبه من ابناء فارس في اليمن كان عالما بالتواريخ والقصص قارئالكتب الاولين م
(٤) في نسخة : شددت العماد.