كان أبيض مقصدا ، هو الذي ليس بطويل ولا قصير ولا جسيم ، كأن خلقه نحى (١) القصد من الامور ، والمعتدل الذي لا يميل إلى طرفي الافراط والتفريط ، وقال في قوله : أشكل العينين : أي في بياضها شئ من حمرة ، وهو محمود محبوب ، يقال : مآء أشكل : إذا خالطه الدم ، وقال : في صفته صلىاللهعليهوآله كان صلت الجبين ، أي واسعه ، وقيل : الصلت : الاملس ، وقيل : البارز ، وفي حديث آخر. كان سهل الخدين صلتهما ، وقال في صفته صلىاللهعليهوآله : أنه كان مشبوح الذارعين ، أي طويلهما ، وقيل : عريضهما ، وفي رواية : كان شبح الذراعين ، والشبح : مدك الشئ بين أوتاد كالجلد والحبل ، وقال الجوهري : رجل مشبوح الذراعين عريضهما ، وكذلك شبح الذراعين بالتسكين ، وقال الجزري : في صفته صلىاللهعليهوآله جليل المشاش ، أي عظيم رؤوس العظام كالمرفقين والكعبين والركبتين ، وقال الجوهري : هي رؤوس العظام اللينة التي يمكن مضغها ، قوله : مخطوط المتيتين ، لم أجد له معنى ، ولعله إما تصحيف الليتين من ليت العنق : صفحته ، أو المتنين من متني الظهر ، وقال الجزري : في صفته صلىاللهعليهوآله كان أهدب الاشفار ، وفي رواية : هدب الاشفار ، أي طويل شعر الاجفان ، وقال : فيه إنه كان وافر السبلة ، السبلة بالتحريك : الشارب ، والجمع السبال ، قاله الجوهري : وقال الهروي : هي الشعرات التي تحت اللحى الاسفل ، والسبلة عند العرب : مقدم اللحية وما أسبل منها على الصدر ، وقال في صفته (ص) : كان أخضر الشمط ، أي كانت الشعرات التي شابت منه قد اخضرت بالطيب والدهن المروح انتهى ، أقول : الاظهر أن الخضرة كانت للخضاب ، وإنما حمل على ذلك لانكار أكثرهم اختضابه صلىاللهعليهوآله ، وقال في قوله : مفاض البطن : أي مستوي البطن مع الصدر ، وقيل : المفاض ما يكون فيه امتلاء من فيض الاناء ، ويريد به أسفل بطنه ، وقال في صفته صلىاللهعليهوآله : منهوس الكعبين ، أي لحمهما قليل ، والنهس : أخذ اللحم بأطراف الاسنان ، والنهش : الاخذ بجميعها ، و يروى منهوس القدمين ، وبالشين أيضا ، وقال في صفة موسى عليهالسلام : أنه ضرب من الرجال ، هو الخفيف اللحم ، الممشوق المستدق ، وقال الجوهري : الضرب : الرجل الخفيف اللحم ، وقال الجزري في صفته صلىاللهعليهوآله : كان في خاصرتيه انفتاق ، أي اتساع ، وهو محمود في ____________________
(١) في النهاية : انحى به.