١٨ ـ ن : البيهقي ، عن الصولي ، عن أبي ذكوان ، عن إبراهيم بن العباس ، عن الرضا ، عن أبيه (ع) إن رجلا سأل أباعبدالله (ع) ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلا غضاضة (١)؟ فقال : لان الله تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان ، ولا لناس دون ناس ، فهو في كل زمان جديد ، وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة (٢).
١٩ ـ يج : روي أن ابن أبي العوجاء وثلاثة نفر من الدهرية اتفقوا على أن يعارض كل واحد منهم ربع القرآن ، وكانوا بمكة عاهدوا على أن يجيئوا بمعارضته في العام القابل ، فلما حال الحول واجتمعوا في مقام إبراهيم أيضا ، قال أحدهم : إني لما رأيت قوله : « وقيل يا أرض ابلعي ماءك وياسماء أقلعي وغيض الماء » (٣) كففت عن المعارضة ، وقال الآخر وكذا أنا لما وجدت قوله : « فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا (٤) » آيست من المعارضة ، وكانوا يسرون بذلك إذ مر عليهم الصادق عليهالسلام فالتفت إليهم وقرأ عليهم : « قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله (٥) » فبهتوا (٦).
__________________
(١) الغضاضة : النضارة والطراءة.
(٢) عيون أخبار الرضا : ٢٣٩ ، وفيه : لا يزداد عند النشر. وفيه : لم ينزله لزمان.
(٣) هود : ٤٤.
(٤) يوسف : ٨٠.
(٥) الاسراء : ٨٨.
(٦) الخرائج : ٢٤٢ أقول : ذكر الطبرسى الحديث في الاحتجاج : ٢٠٥ مفصلا ، وحيث أنه يشتمل على زوائد نافعة أذكره بألفاظه ، قال : عن هشام بن الحكم قال : اجتمع ابن أبى العوجاء وأبوشاكر الديصانى الزنديق وعبدالملك البصرى وابن المقفع عند بيت الله الحرام يستهزؤون بالحاج ، ويطعنون بالقرآن ، فقال ابن أبى العوجاء : تعالوا ننقض كل واحد منا ربع القرآن ، و ميعادنا من قابل في هذا الموضع نجتمع فيه وقد نقضنا القرآن كله ، فان في نقض القرآن إبطال نبوة محمد ، وفى إبطال نبوته إبطال الاسلام ، وإثبات ما نحن فيه ، فاتفقوا على ذلك وافترقوا ، فلما كان من قابل اجتمعوا عند بيت الله الحرام فقال ابن أبى العوجاء : أما أنا فمفكر منذ افترقنا في هذه الآية : « فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا » فما أقدر أن أضم إليها في فصاحتها وجميع معانيها شيئا فشغلتنى هذه الاية عن التفكر فيما سواها ، فقال عبدالملك : وأنا منذفا رقتكم مفكر في هذه الآية : « يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعواله وإن يسلبهم الذباب شيئا لايستنقذوا منه ضعف الطالب والمطلوب » ولم أقدر