دار وأعطاهم في الكراء ، وخرج من ذلك كله صفرا،ثم بقي فقيرا وقيرا لا يهتدي إلى قوت يومه فسقم لذلك جسده وضني ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا أيها العاقون للآباء والامهات اعتبروا واعلموا أنه كما طمس في الدنيا على أمواله فكذلك جعل بدل ما كان اعد له في الجنة من الدرجات معدا له في النار من الدركات ثم قال رسول الله (ص) : إن الله ذم اليهود بعبادة العجل من دون الله بعد رؤيتهم لتلك الآيات فإياكم وأن تضاهوهم في ذلك ، قالوا : وكيف نضاهيهم يارسول الله؟ قال : بأن تطيعوا مخلوقا في معصية الله ، وتتوكلوا عليه من دون الله تكونوا قد ضاهيتموهم (١).
توضيح : خبل كفرح : جن ، ولوى برأسه : أمال ، والصلاية : مدق الطيب ، و القحف بالكسر : العظم فوق الدماغ ، والجلد بالتحريك : القوة والشدة ، واحتوش القوم الصيد : أنفره بعضهم على بعض ، وعلى فلان : جعلوه وسطهم ، والسطيحة : المزادة. قوله عليهالسلام : يسوس؟ أي يقع فيه السوس ، وهو دود يقع في الطعام ، وقال الجوهري ، الازمة : الشدة والقحط ، يقال : أصابتهم سنة أزمتهم أزما ، أي استأصلتهم ، وأزم علينا الدهر يأزم أزما ، أي اشتد وقل خيره ، وقال : مانه يمونه مونا : احتمل مونته (٢) وقام بكفايته ، وقال : فقير وقير (٣) : إتباع له ، ويقال : معناه أنه قد أوقره الدين ، أي أثقله وضني بالكسر : مرض ، وفي النهاية : المضاهات : المشابهة وقد تهمز وقرئ بهما.
٧ ـ ج : روي عن موسى بن جعفر عليهالسلام ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليهمالسلام أن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم كان قد قرأ التوراة والانجيل و الزبور وصحف الانبياء عليهمالسلام وعرف دلائلهم جاء إلى مجلس فيه أصحاب رسول الله (ص) وفيهم علي بن أبي طالب عليهالسلام وابن عباس وأبومعبد الجهني (٤) ، فقال : يا امة
___________________
(١) التفسير المنسوب إلى الامام العسكرى عليهالسلام : ١٦٥ ـ ١٧٠.
(٢) ويستعمل مهموزا أيضا يقال : مأن يمأن مأنا. والمؤونة : القوت.
(٣) الوقير : الذليل المهان.
(٤) في المصدر : وابن مسعود وأبوسعيد ، والظاهر أن الاخير مصحف راجع ما علقنا على الحديث في ج ١٠ : ٢٨.