رسول الله (ص) وقالوا : حديدنا لا يعمل في الارض كما نضرب في الصفا ، قال : ولم إن كان صاحبكم لحسن الخلق ، ائتوني بقدح من ماء فأدخل يده فيه ، ثم رشه على الارض رشا ، فحفر الحفارون فكأنما رمل يتهايل عليهم (١).
٤٦ ـ يج : روي عن أبي عبدالله عليهالسلام أن رسول الله (ص) خرج في غزاة فلما انصرف راجعا نزل في بعض الطريق فبينما رسول الله (ص) يطعم والناس معه إذ أتاه جبرئيل فقال : يامحمد قم فاركب ، فقام النبي (ص) فركب ، وجبرئيل معه ، فطويت له الارض كطي الثوب حتى انتهى إلى فدك ، فلما سمع أهل فدك وقع الخيل ظنوا أن عدوهم قد جاءهم ، فغلقوا أبواب المدينة ، ودفعوا المفاتيح إلى عجوز لهم في بيت لهم خارج من المدينة ولحقوا برؤوس الجبال ، فأتى جبرئيل العجوز حتى أخذ المفاتيح (٢) ، ثم فتح أبواب المدينة ، ودار النبي في بيوتها وقراها ، فقال جبرئيل : يامحمد هذا ما خصك الله به (٣) و أعطاكه دون الناس ، وهو قوله : « ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول و لذي القربى (٤) » وذلك قوله : « فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء (٥) » ولم يعرف المسلمون ولم يطؤوها ولكن الله أفاءها على رسوله و طوف به جبرئيل في دورها وحيطانها ، وغلق الباب ودفع المفاتيح إليه ، فجعلها رسول الله صلىاللهعليهوآله في غلاف سيفه وهو معلق بالرحل ، ثم ركب وطويت له الارض كطي الثوب ، ثم أتاهم رسول الله صلىاللهعليهوآله وهم على مجالسهم ولم يتفرقوا ولم يبرحوا ، فقال رسول الله (ص) : قد انتهيت إلى فدك ، وإني قد أفاءها الله علي ، فغمز المنافقون بعضهم بعضا ، فقال رسول الله (ص) : هذه مفاتيح فدك ، ثم أخرجها من غلاف سيفه ، ثم ركب رسول الله (ص) وركب معه الناس ، فلما دخل المدينة دخل على فاطمة فقال : يابنية إن الله قد أفاء على أبيك بفدك ، واختصه بها فهي له خاصة دون المسلمين ، أفعل بها ما أشاء ، وإنه قد كان لامك خديجة على أبيك مهر ، وإن أباك قد جعلها لك بذلك وأنحلتكها (٦)
___________________
(١) أى ينصب عليهم. ولم نجد الحديث وما قبله في المصدر.
(٢) في المصدر : وأخذ المفاتيح.
(٣) في المصدر : انظر إلى ما خصك الله به.
(٤ و ٥) الحشر : ٧ و ٨.
(٦) في المصدر : وانحلك اياها.