النساخ ، (١) وفي التهذيب : (٢) « غزت معنا » فقوله : يعقب خبر ، وعلى ما في نسخ الكافي لعل قوله : بالمعروف بدل أو بيان لقوله : بما يعقب ، وقوله : فإنه لا يجار خبر ، أي كل طائفة غازية بما يلزم أن يعقب ويتبع بعضها فيه ، وهو المعروف والقسط بين المسلمين ، فإنه لا يجار ، أي فليعلم هذا الحكم ، وفي بعض النسخ لا يجوز حرب ، والاول هو الموافق لنسخ التهذيب ، أي لا ينبغي أن يجار حرمة كافر إلا بإذن أهل غازية ، أي سائر الجيش ، وإن الجار كالنفس ، أي من أمنته ينبغي محافظته ورعايته كما تحفظ نفسك ، غير مضار إما حال عن المجير على صيغة الفاعل ، أي يجب أن يكون المجير غير مضار ولا آثم في حق المجار ، أو من المجار فيحتمل بناء المفعول أيضا ، بل الاول يحتمل ذلك ، قوله صلىاللهعليهوآله : لا يسالم مؤمن دون مؤمن ، أي لا يصالح واحد دون أصحابه ، وإنما يقع الصلح بينهم وبين عدوهم باجتماع ملائهم على ذلك.
أقول : قال الطبرسي رحمهالله في مجمع البيان : قال المفسرون : جميع ما غزا رسول الله صلىاللهعليهوآله بنفسه ست وعشرون غزاة ، فأول غزاة غزاها الابواء ، ثم غزاة بواط ، ثم غزاة العشيرة ، ثم غزاة البدر الاولى ، ثم بدر الكبرى ، ثم غزاة بني سليم ثم غزاة السويق ، ثم غزاة ذي أمر ، ثم غزاة أحد ، ثم غزاة نجران ، ثم غزاة الاسد ثم
____________________
(١) أو مصحف « عنا » كما في التهذيب والسيرة.
(٢) التهذيب ٢ : ٤٧.
وسيعة ظلم او اثم او عدوان او فساد بين المؤمنين ، وان ايديهم عليه جميعا ولو كان ولد احدهم ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر ولا ينصر كافرا على مؤمن ، وان ذمة الله واحدة يجير عليهم ادناهم ، وان المؤمنين بعضهم موالى بعض دون الناس ، وأنه من تبعنا من يهود فان له النصر والاسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم ، وان سلم المؤمنين واحدة : لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله الا على سواء وعدل بينهم ، وان كل غازية غزت معنا يعقب بعضها بعضا. وان المؤمنين يبئ بعضهم على بعض بما نال ومادهم في سبيل الله ، وان المؤمنين المتقين على أحسن هدى وأقومه ، وانه لا يجير مشرك مالا لقريش ولا نفسا ، ولا يحول دونه