وروي أنه قال لابن ام معبد : يا غلام هات قروا ، فأتاه به فضرب ظهر الشاة فاجترت ودرت ، ودعا بإناء يربض الرهط ، فحلب فيه ثجا حتى علاه البهاء وروي الثمال.
ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا ، وشرب آخرهم ثم أراضوا عللا بعد نهل ، ثم حلب فيه ثانيا بعد بدء حتى ملا الاناء ، ثم غادره عندها ثم بايعها ثم ارتحلوا عنها ، فقلما لبثت حتى جاء زوجها أبومعبد يسوق أعنزا عجافا(١) تشاركن هزلا(٢).
وروي تساوك وروي تساوق(٣).
مخهن قليل ، فلما رأى أبومعبد اللبن عجب وقال : من أين لك هذا يا ام معبد والشاء عازب حيال(٤) ولا حلوب في البيت؟ قالت : لا والله ، إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا ، قال : صفيه لي يا ام معبد ، قالت : رأيت رجلا ظاهر الوضاءة ، أبلج الوجه ، حسن الخلق ، لم تعبه ثجلة ، ولم تزر به صقلة. وروي صعلة ، وروي لم يعبه نحلة ولم تزر به صقلة ، وسيما قسيما ، في عينيه دعج وفي أشفاره عطف ، أو قال : غطف ، وروي وطف ، وفي صوته صحل ، وفي عنقه سطع ، وفي لحيته كثاثة ، أزج أقرن ، إن صمت فعليه الوقار ، وإن تكلم سما وعلاه البهاء ، أجمل الناس وأبهاه من بعيد ، وأحسنه وأجمله من قريب(٥) ، حلو المنطق ،
____________________
(١) في نسخة : عجازا. وفى اخرى : عجاجا. ولعل الصحيح ما في المتن ، قال الجزرى في النهاية : في حديث ام معبد ، تسوق أعنزا عجافا ، جمع عجفاء وهى المهزولة من الغنم وغيرها.
(٢) في المصدر : هزالا.
(٣) في المصدر : ما تساوق.
(٤) في النهاية : في حديث ام معبد : والشاء عازب حيال ، أى بعيدة المرعى لا تأوى إلى المنزل في الليل ، والحيال جمع الحائل ، وهى التى لم تحمل.
(٥) في المصدر : اجل الناس وأبهاهم من بعيد وأحسنهم وأجملهم من قريب.