المدينة وكان يقال : كان حمزة يوم الجمعة صائما ، ويوم السبت صائما ، فلاقاهم وهو صائم.
وقام خيثمة أبوسعد بن خيثمة فقال : يا رسول الله إن قريشا مكثت حولا تجمع الجموع وتستجلب العرب في بواديها ثم جاؤنا وقد قادوا الخيل حتى نزلوا بساحتنا فيحضروننا(١) في بيوتنا وصياصينا ، م يرجعون وافرين ، لم يكلموا فيجرؤهم ذلك علينا حتى يشنوا الغارات علينا ، ويضع الارصاد والعيون علينا ، و عسى الله أن يظفرنا بهم ، فتلك عادة الله عندنا ، أو يكون الاخرى(٢) فهي الشهادة ، لقد أخطأتني وقعة بدر ، وقد كنت عليها حريصا ، لقد بلغ من حرصي أن ساهمت ابني في الخروج فخرج سهمه فرزق الشهادة ، وقد رأيت ابني البارحة في النوم في أحسن صورة يسرح في ثمار الجنة وأنهارها ، وهو يقول : الحق بنا ترافقنا في الجنة فقد وجدت ما وعدني ربي حقا وقد والله يا رسول الله أصبحت مشتاقا إلى مرافقته في الجنة وقد كبرت سني ورق عظمي وأحببت لقاء ربي ، فادع الله أن يرزقني الشهادة ، فدعا له رسول الله صلىاللهعليهوآله بذلك فقتل بأحد شهيدا فقال كل منهم : مثل ذلك فقال : إني أخاف عليكم الهزيمة فلما أبوإلا الخروج صلى رسول الله صلىاللهعليهوآله الجمعة بالناس ، ثم وعظهم وأمرهم بالجد والاجتهاد وأخبرهم أن لهم النصر ما صبروا ، ثم صلى العصر ، ولبس السلاح وخرج ، وكان مقدم قريش يوم الخميس لخمس خلون من شوال ، وكانت الوقعة يوم السبت لسبع خلون من شوال ، وباتت وجوه الاوس والخزرج ليلة الجمعة عليهم السلاح في المسجد بباب النبي صلىاللهعليهوآله خوفا من تبييت المشركين ، وحرست المدينة تلك الليلة حتى أصبحوا.
قال : فلما سوى رسول الله صلىاللهعليهوآله الصفوف بأحد قام فخطب الناس فقال :
___________________
(١) في المصدر : فيحصروننا.
(٢) في المصدر : او تكون الاخرى.