يا عباد الله ضعوا الآن أيديكم عليها ، فمزقوا منها بأيديكم ، وقطعوا منها بسكا كينكم فكلوه(١) ففعلوا ، فقال بعض المنافقين وهو يأكل : إن محمدا يزعم أن في الجنة طيورا يأكل منه الجناني من جانب له قديدا ، ومن جانب مشويا(٢) فهلا أرانا نظير ذلك في الدنيا! فأوصل الله تعالى علم ذلك إلى قلب محمد (ص) ، فقال : عباد الله ليأخذ كل واحد منكم لقمته(٣) وليقل : بسم الله الرحمن الرحيم ، و صلىاللهعليهوآله على محمد وآله الطيبين ، وليضع لقمته في فيه فإنه يجد طعم ما شاء قديدا وإن شاء مشويا ، وإن شاء مرقا طبيخا ، وإن شاء سائر ما شاء من ألوان الطبيخ أو ما شاء من ألوان الحلواء ، ففعلوا(٤) فوجدوا الامر كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى شبعوا ، فقالوا : يارسول الله صلىاللهعليهوآله شبعنا ونحتاج إلى ماء نشربه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أولا تريدون اللبن؟ أولا تريدون سائر الاشربة؟ قالوا : بلى يارسول الله فينا من يريد ذلك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ليأخذ كل واحد منكم لقمة منها فيضع(٥) في فيه وليقل : بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد وآله الطيبين ، فإنه يستحيل في فيه ما يريد ، إن أراد لبنا(٦) وإن أراد شرابا آخر من الاشربة ، ففعلوا فوجدوا(٧) الامر على ما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الله تعالى يأمرك أيها الطائر أن تعود كما كنت ، ويأمر هذه الا جنحة والمناقير والريش والزغب التي قد استحالت إلى البقل والقثاء(٨) والبصل و الفوم أن تعود جناحا وريشا وعظما كما كانت على قدر قلتها(٩) فانقلبت وعادت أجنحة وريشا وزغبا وعظما(١٠) ثم تركبت على قدر الطائر كما كانت ، ثم قال
____________________
(١) وكلوه خ ل (٢) في التفسير : ومن جانب له مشويا.
(٣) لقمة خ ل. (٤) ففعلوا ذلك خ ل أقول : يوجد ذلك في التفسير.
(٥) فيضعها خ ل. أقول : يوجد ذلك في المصدر.
(٦) ان اراد ماء او شرابا خ ل أقول : في المصدر : إن اراد ماء او لبنا او شرابا من الاشربة.
(٧) ووجدوا خ ل. (٨) والعدس خ.
(٩) قلبتها خ ل. أقول : في التفسير : قالبها.
(١٠) عظاما خ ل. أقول : يوجد ذلك في المصدر.