أن تطهرني ، فقال لها : فارجعي ، فلما أن كان من الغدأتته(١) فاعترفت عنده بالزنا ، فقالت : يا نبي الله طهرني فلعلك تردني كما رددت ما عز بن مالك ، فوالله إني لحبلى ، فقال لها النبي صلىاللهعليهوآله : ارجعي حتى تلدين ، فلما ولدت جاءت بالصبي تحمله قالت : يا نبي الله هذاقد ولدت. قال : فاذهبي فارضعيه حتى تفطميه ، فلما فطمته جاءت بالصبي في يده كسرة خبز قالت : يا نبي الله هذا فطمته فأمر النبي صلىاللهعليهوآله بالصبي فدفع إلى رجل من المسلمين ، وأمر بها فحفر لها حفرة فجعلت فيها إلى صدرها ثم أمر الناس أن يرجموها ، فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فنضح الدم على وجنة خالد فسبها فسمع النبي صلىاللهعليهوآله سبه إياها ، فقال : مهلايا خالد لا تسبها ، فو الذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له ، فأمر بها فصلى عليها فدفنت.
وفيها لا عن رسول الله صلىاللهعليهوآله بين عويمر بن الحارث العجلاني وبين امرأته بعد العصر في مسجده صلىاللهعليهوآله وكان قد قذفها بشريك بن سحماء على ما روي عن ابن عباس أنه قال : لما نزلت : « والذين يرمون المحصنات(٢) » الآية ، قرأها النبي صلىاللهعليهوآله يوم الجمعة على المنبر ، فقام عاصم بن عدي الانصاري وقال : جعلني الله فداك إن رأى رجل منامع امرأنه رجلا فأخبر بما رأى جلد ثمانين وسماه المسلمون فاسقا ، لا تقبل شهادته أبدا ، فكيف لنا بالشهداء ونحن إذا التمسنا الشهداء كان الرجل قد فرغ من حاجته ومر؟ وكان لعاصم هذا ابن عم يقال له : عو يمر ، وله امرأة يقال لها : خولة بنت قيس بن محصن ، فأتى عويمر عاصما وقال : قد رأيت شريك ابن السحماء على بطن امرأتي خولة ، فاسترجع عاصما وأتى رسول الله صلىاللهعليهوآله في الجمعة الاخرى فقال : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله ما أسرع ما ابتليت بالسؤال الذي سألت في الجمعة الماضية في أهل بيتي ، وكان عويمر وخولة والشريك كلهم بنو عم لعاصم ، فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآله بهم جميعا وقال لعويمر : اتق الله في زوجتك وابنة عمك فلا تقذفها بالبهتان ، فقال : يا رسول الله أقسم بالله إني رأيت شريكا على بطنها
____________________
(١) في المصدر : اتته أيضا. (٢) النور : ٤.