وفيها قدم وفد الازد رأسهم صرد بن عبدالله الازدي في بضعة عشر.
وفيها قدم وفد غسان وفد عامر كلاهما في شهر رمضان.
وفيها قدم وفد زبيد على رسول الله صلىاللهعليهوآله فيهم عمرو بن معدي كرب فأسلم فلما توفي رسول الله صلىاللهعليهوآله ارتد عمرو ثم عاد إلى الاسلام. وفيها قدم وفد عبد القيس ، والاشعث بن قيس في وفد كنده ، ووفد بني حنيفة معهم مسيلمة الكذاب ، ثم ارتد بعد أن رجع إلى وطنه.
وفيها قدم وفد بجيلة ، قدم جرير بن عبدالله البجلي ، ومعه من قومه مائة وخمسون رجلا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « يطلع عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن ، على وجهه مسحة ملك » فطلع جرير على راحلته على راحلته ومعه قومه فأسلموا وبايعوا قال جرير : وبسط رسول الله يده فبايعني ، وقال : « على أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم شهر رمضان ، وتنصح للمسلمين ، وتطيع الوالي وإن كان عبداحبشيا » فقلت : نعم فبايعته ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يسأله عما وراءه فقال : يا رسول الله قد أظهر الله الاسلام والاذان وهدمت القبائل أصنامهم(١) التي تعبد ، قال : فما فعل ذو الخلصة(٢) قال : هو على حاله فبعثه رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى هدم ذي الخلصة ، وعقد له لواء فقال : إني لا أثبت على الخيل ، فمسح رسول الله صلىاللهعليهوآله صدره وقال : « اللهم اجعله هاديا مهديا » فخرج في قومه وهم زهاء مائتين ، فما أطال الغيبة حتى رجع ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أهدمته؟ قال : نعم والذي بعثك بالحق ، وأحرقته بالنار ، فتركته كما يسوء أهله فبرك رسول الله صلىاللهعليهوآله على خيل أخمس(٣) ورجالها.
____________________
(١) في المصدر : أصنامها.
(٢) قال الكلبى في كتاب الاصنام : ٣٤ : ذو الخلصة كانت مروة بيضاء منقوشة عليها كهيئة التاج ، وكانت بنبالة بين مكة واليمن على مسيرة سبع ليال من مكة ، وكان سدنتها بنو امامة من باهلة بن اعصر ، وكانت تعظمها وتهدى لها خثعم وبجيلة وازد السراة ومن قاربهم من بطون العرب من هوازن.
(٣) الصحيح : « احمس » وهم بطن من بجيلة.