٤ ـ قب بعث صلىاللهعليهوآله رسله إلى الآفاق في سنة عشر ، وبين فتح مكة ووفاته كانت الوفود ، منهم بنو سليم وفيهم العباس بن مرداس ، وبنو تيم وفيهم عطارد بن زرارة(١) وبنو عامر وفيهم عامر بن الطفيل وأربد بن قيس ، وبنو سعد بن بكرو فيهم ضمام بن ثعلبة ، وعبدالقيس والجارود بن عمرو وبنو حنيفة وفيهم مسيلمة الكذاب ، وطيئ وفيهم زيد الخيل وعدي بن حاتم ، وزبيد وفيهم عمرو بن معدي كرب ، وكندة وفيهم الاشعث بن قيس ، ونجران وفيهم السيد والعاقب وأبو الحارث والازد. وبعث حمير إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله بإسلامهم ، وبعث فروة الجذامي رسولا باسمه ، وبنو الحارث بن كعب وفيهم قيس بن الحصين ويزيد بن عبدالمدان وثقيف وسيدهم عبد نايل ، بنو أسد وأسلم.(٢)
٥ ـ كنز الكراجكي : روي أن النبي صلىاللهعليهوآله كان يوما جالسا في نفر من أصحابه وقد صلى الغداة إذا أقبل أعرابي على ناقة له حتى وقف بباب المسجد فأناخها ثم عقلها ودخل المسجد يتخطى الناس والناس يوسعون له ، وإذا هو رجل مديد القامة ، عظيم الهامة ، معتجر بعمامة. فلما مثل بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله أسفر عن لثامه ثم هم أن يتكلم فارتج ، ثم هم أن يتكلم فارتج(٣) حتى اعترضه ذلك ثلاث مرات ، فلما رآه النبي صلىاللهعليهوآله وقد ركبه الزمع لهى عنه بالحديث ليذهب عنه بعض الذي أصابه ، وقد كسا الله نبيه جلالة وهيبة ، فلما أنس وفرخ روعه قال له النبي صلىاللهعليهوآله : قل لله أنت ما أنت قائل ، فأنشد أبياتا اعتذارا عما أصابه فاستوى رسول الله صلىاللهعليهوآله(٤) وكان متكئا فقال : أنت أهيب بن سماع ، ولم يره قط قبل وقته ذلك(٥) فقال : أنا أهيب بن سماع الآبي الدفاع القوي المناع قال : « أنت الذي ذهب جل قومك بالغارات ، ولم ينفضوا رؤسهم من الهفوات ، إلا منذ أشهر وسنوات » قال : أنا ذاك ، قال : « أتذكر الازمة التي أصابت قومك ،
____________________
(١) في المصدر وسيرة ابن هشام وغيرهما : عطارد بن حاجب بن زرارة.
(٢) مناقب آل أبى طالب ١ : ١٥١. (٣) ذكر الجملة في المصدر ثلاث مرات.
(٤) في المصدر : فاستوى رسول الله صلىاللهعليهوآله جالسا.
(٥) في المصدر : قبل وقته ذاك.