تكبدت الطريق حتى أتيتك ، فأنزلي سراجك ، وأوضح لي منهاجك ، قال : فقال النبي صلىاللهعليهوآله : قل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وإني محمد عبده ورسوله ، فقالها غير مستنكف وأسلم وحسن إسلامه ، ووقرحب الاسلام في قلبه ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله لامير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام : خذ بيده فعلمه القرآن ، فأقام عند النبي صلىاللهعليهوآله فلما حذق شيئا من القرآن قال : يا نبي الله إن الحارث ابن أبي ضرار قد جمع لك جموعا ليدهمك بالمدينة ، فلو وجهت معي قوما بسرية تشن عليهم الغارة فوجه النبي صلىاللهعليهوآله معه أمير المؤمنين وجماعة من المؤمنين(١) فظفروا بهم واستاقوا إبلهم وماشيتهم(٢).
توضيح : يقال : ارتج على القاري على ما لم يسم فاعله : إذا لم يقدر على القراءة. والزمع بالتحريك : الدهش. وفرخ الروع تفريخا : ذهب كأفرخ. و الازمة : الشدة والضيق. واحرنجم : أراد الامر ثم رجع عنه ، والقوم أو الابل : اجتمع بعضها وازدحموا. والذيخ بالكسر : الذئب ، والجرئ والفرس الحصان وذكر الضباع الكثير الشعر ، والنوء ، : سقوط نجم من المنازل في المغرب مع الفجر وطلوع رقيبه من المشرق يقابله من ساعته في كل ليلة إلى ثلاثة عشر يوما ، وهكذا كل نجم منها إلى انقضاء السنة ما خلا الجبهة فإن لها أربعة عشر يوما ، وكانت العرب تضيف الامطار والرياح والحر والبرد إلى الساقط ، كذا ذكر الجوهري. وقال : العنم : شجرلين الاعضاء يشبه بنان الجواري. وقال : البرم : ثمر العضاة الواحدة برمة ، وفي بعض النسخ بالزاء يقال : بزم عليه ، أي عض بمقدم أسنانه والبزمة في الاكل : هو أن يأكل في اليوم والليل مرة. والعرق : اللبن ، ولعل المراد هنا اللبن القليل ، وبالغزر الكثير ، قال في القاموس : الغزير : الكثير من كل شئ والغزيرة : الكثيرة الدر. واقتنصه : اصطاده. قوله : لا أطلب أثرا بعد عين ، الاثر : الخبر ، أي لا أنتظر سماع خبر بحقيتك بعدما عاينت من معجزاتك
____________________
(١) في المصدر : من المسلمين.
(٢) كنز الفوائد : ٩٥ و ٩٦ ، وزاد في المصدر ابياتا لا هيب في اسلامه