٩ ـ كا : حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد الكندي ، عن أحمد الميثمي(١) عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : بينا رسول الله (ص) في المسجد إذخفض له كل رفيع ، ورفع له كل خفيض ، حتى نظر إلى جعفر يقاتل الكفار. قال : فقتل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : قتل جعفر. أخذه المغص في بطنه(٢).
بيان : المغص بالفتح ويحرك : وجع في البطن ، والاظهر إرجاع الضمير في « أخذه » إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، وإرجاعه إلى جعفر بعيد.
أقول : سيأني بعض أخبار شهادته عليهالسلام في باب فضائله.
١٠ ـ وروى في جامع الاصول عن ابن عمر قال : أمر النبي صلىاللهعليهوآله في غزوة موتة زيد بن حارثة ، فقال : « إن قتل زيد فجعفر ، فإن قتل جعفر فعبدالله بن رواحة » قال ابن عمر : فكنت معهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفرا فوجدناه في القتلى ووجدنا فيما أقبل من جسده بضعا وتسعين من طعنة ورمية.
وفي رواية أخرى أنه وقف على جعفر يومئذ وهو قتيل فعددت خمسين بين طعنة وضربة ليس منها شئ في دبره.
١١ ـ وقال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : روى الواقدي عن عمر بن الحكم(٣) قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله الحارث بن عمير الازدي في سنة ثمان إلى ملك بصرى بكتاب ، فلما نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني فقال : أين تريد؟ قال : الشام ، قال : لعلك من رسل محمد؟ قال : نعم ، فأمر به فأوثق رباطا ، ثم قدمه فضرب عنقه صبرا ، ولم يقتل لرسول الله صلىاللهعليهوآله رسول غيره ، وبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله فاشتد عليه وندب الناس وأخبرهم بقتل الحارث فأسرعوا وخرجوا فعسكروا بالجرف فلما صلى رسول الله صلىاللهعليهوآله الظهر جلس وجلس أصحابه حوله ، وجاء النعمان بن مهض اليهودي فوقف مع الناس ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
____________________
(١) في المصدر : عن احمد بن الحسن الميثمى. (٢) روضة الكافى : ٣٧٦.
(٣) في المصدر : قال الواقدى : حدثنى ربيعة بن عثمان عن عمربن الحكم.