فاجمعوا له طائفة من أموالكم ففعلوا ، ثم أتوه به فرده عليهم ونزل قوله تعالى : « قل لا أسألكم عليه أجرا » أي على الايمان إلا أن تودوا أقاربي ، فحثهم على مودة أقاربه ، ثم قال : نقل صاحب الكشاف(١) عن النبى صلىاللهعليهوآله إنه قال : من مات على حب آل محمد مات شهيدا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الايمان ، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ألا ومن مات على حب آل محمد صلىاللهعليهوآله فتح له في قبره بابا إلى الجنة ، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه : آيس من رحمة الله ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة.
هذا هو الذي رواه صاحب الكشاف ، وأنا أقول : آل محمد هم الذين يؤل أمرهم إليه ، وكل من كان أول أمرهم إليه كانت أشد وأكمل كانوا هم الآل ، و لا شك أن فاطمة وعليا والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول الله صلىاللهعليهوآله أشد التعلقات ، وهذا كالمعلوم المتواتر ، فوجب أن يكونوا هم الآل ، وأيضا اختلف الناس في الآل فقيل : هم الاقارب ، وقيل : هم امته ، فإن حملناه على القرابة فهم الآل. وإن حملناه على الامة الذين قبلوا دعوته فهم أيضا آل ، فثبت أن على جميع التقديرات هم آل ، وما غيرهم هل يدخلون تحت لفظ الآل فمختلف فيه ، فثبت على جميع التقديرات أنهم آل محمد صلىاللهعليهوآله.
وروى صاحب الكشاف أنه لما نزلت هذه الآية قيل : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ فقال : علي وفاطمة وابناهما(٢).
____________________
(١) يوجد في الكشاف ٤ : ١٧٣.
(٢) تفسير الكشاف ٤ : ١٧٢.