٣
باب
*(ان الامامة لا تكون الا بالنص ، ويجب على الامام)*
*(النص على من بعده)*
الآيات :
القصص « ٢٨ » : وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون « ٦٨ ».
الزخرف « ٤٣ » : وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون « ٣٢ ».
تفسير : قوله تعالى : « ويختار » أي يختار من يشاء للنبوة والامامة ، فقد روى المفسرون أنه نزل في قولهم : « لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم » وقيل : « ما » موصولة مفعول ليختار ، والراجع إليه محذوف ، والمعنى ويختار الذي كان لهم فيه الخيرة ، أي الخير والصلاح ، وعلى الاول الخيرة بمعنى التخير ، كالطيرة بمعنى التطير ، وعلى التقديرين يدل على أن اختيار الامام الذي له الرياسة في الدين والدنيا لا يكون برأي الناس ، كما لا يخفى على منصف « من القريتين » أي من إحدى القريتين : مكة والطائف « عظيم » بالجاه والمال ، كالوليد ابن المغيرة ، وعروة بن مسعود الثقفي.
« أهم يقسمون رحمة ربك » قال
البيضاوي : إنكار فيه تجهيل وتعجيب من
تحكمهم ، والمراد بالرحمة النبوة « نحن قسمنا
بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا » وهم عاجزون عن تدبيرها ، وهي خويصة أمرهم في
دنياهم ، فمن أين لهم أن يدبروا
أمر النبوة التي هي أعلى المراتب الانسبة « ورفعنا
بعضهم » أي وأوقعنا بينهم التفاوت
في الرزق وغيره « ليتخذ بعضهم بعضا سخريا » أي
ليستعمل بعضهم بعضا في حوائجهم