بفراقك ، ولا شاكّة في الخيار لك.
ثمّ بكى بكاءاً شديداً وبكى الحاضرون حتى علا نشيجهم وفيهم الحسين واخوته وابن عبّاس وسائر الهاشميين. (١)
ولمّا توفّي أمير المؤمنين عليهالسلام قام الخلف من بعده أبو محمد الحسن الزكي عليهماالسلام فقال :
لقد قتلتم الليلة رجلاً والله ما سبقه أحد كان قبله ، ولا يدركه أحد يكون بعده ، [ والله ] إن كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ليبعثه في السرية ، وجبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، [ والله ] ما ترك بيضاء ولا صفراء ... إلى آخر كلامه. (٢)
ووقف أمير المؤمنين عليهالسلام على الضريح الأقدس ، ضريح النبي صلىاللهعليهوآله ساعة دفنه فقال :
إن الصبر لجميل الاعنك ، وان الجزع لقبيح الاعليك ، وانّ المصاب بك لجليل ، وانّه بعدك لقليل. (٣)
وعن أنس بن مالك قال : لمّا فرغنا من دفن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أقبلت فاطمة عليهاالسلام فقالت :
[ يا أنس ، ] كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على وجه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم التراب؟
__________________
١ ـ تاريخ الاُمم والملوك ( حوادث سنة ٤٠ ) ، العقد الفريد ٢ : ٧٨.
٢ ـ تاريخ الاُمم والملوك ٥ : ١٥٧.
٣ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٣ : ١٩٤ ، العقد الفريد ٢ : ١٠٢.