من سليمان بن صرد والمسيّب بن نجبة (١) ورفاعة بن شداد (٢) وحبيب بن مظاهر (٣) وشيعته المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة.
__________________
١ ـ هو : المسيّب بن نجبة ( نجية ) بن ربيعة بن رياح الفزاري ، تابعي ، كان من وجوه أصحاب علي عليهالسلام واشرك معه في مشاهده كلّها ، شهد القادسية وفتوح العراق ، شارك في ثورة التوابين الذين خرجوا للمطالبة بدم الحسين وشهداء كربلاء ، بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي ولمّا قتل سليمان ، أخذ الراية وقاتل بشجاعة حتّى قتل.
كان المسيّب من أشد الناس حسرة على عدم شهادته بين يدي ريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقد أعلن ندمه في خطابه الذي ألقاه على جموع التوابين ، وقد أسف كثيراً على عدم نصرته له بعدما وصله كتاب الإمام ومبعوثه. انظر : الإصابة ترجمة رقم ٨٤٢٤ ، مروج الذهب ٣ : ٩٤ ، تاريخ الاسلام للذهبي ٥ : ٢٤٨ ، الأعلام ٧ : ٢٢٥ ـ ٢٢٦.
٢ ـ رفاعة بن شدّاد البجلي ، قارئ من الشجعان المقدّمين ، من أهل الكوفة ، من شيعة علي عليهالسلام ، قتل سنة ٦٦ هـ. انظر : الأعلام ٣ : ٢٩.
٣ ـ حبيب بن مظاهر ـ أو مظهّر أو مطهّر ـ بن رئاب بن الأشتر بن حجون الأسدي الكندي ثمّ الفقعسي ، تابعي ، من القوّاد الشجعان ، نزل الكوفة ، صحب عليّ عليهالسلام في حروبه كلّها.
قال أصحاب السير : انّ حبيباً نزل الكوفة وصحب علياً عليهالسلام وكان من خاصّته وحملة علومه ، وكان من « شرطة الخميس » التي أوجدها الإمام علي عليهالسلام في الكوفة ، وكان ممّن سعى لأخذ البيعة لمسلم بن عقيل عند دخوله الكوفة ، وهو أحد الزعماء الكوفيين الذين كتبوا إلى الحسين عليهالسلام ، وكان معظّماً عند الحسين عليهالسلام.
وعند التعبئة للقتال جعله الحسين على ميسرة أصحابه ، وكان قد بذل محاولة لاستقدام أنصاراً من بني أسد ، وحال الجيش الأموي دون وصولهم معسكر الحسين عليهالسلام.
أمّا قصّة حواره مع ميثم التمّار فهي مشهورة ، وذلك انّهما مرّا في مجلس لبني أسد قبل عاشوراء بسنوات ، وتحدّث كلّ منهما عن الكيفية التي سيستشهد بها الآخر ، وكان ذلك مدعاة لتعجّب الحاضرين. كان يرتجز يوم الطفّ ويقول :
أنا حبيب وأبي مُظهّر |
|
فارس هيجاء وحربٍ تَسعر |
في كربلاء كان حبيب بن مظاهر مستبشراً بقرب استشهاده ورواحه الجنّة ، فكان يمزح مع برير بن خضير ، ولمّا قتل حبيب هدّ ذلك حسيناً فقال عليهالسلام : أحتسب نفسي وحماة أصحابي. قتله بديل بن صريم الغفقاني ، وكان عمره آنذاك ٧٥ سنة ، وطافوا برأسه أيضاً بالكوفة مع سائر رؤوس الشهداء.