مراغة (١) الذل إذ ألقاه في الحبس ، ومرّغهم في حمأة (٢) الهوان إذ جرّوه قتيلاً برجله في الأسواق.
أمّا هاني فقد فاز بالشهادة ، وختمت أيّامه بالسعادة.
وواسى الرجال الصالحين بنفسه |
|
وفارق مثبوراً وخالف مجرما |
وقد ثارت به الحمية لله عز وجل ، وعصفت في رأسه لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأخذته حفائظ الولاية لآله الطيّبين الطاهرين ، فبذل نفسه ، ووقاهم بمهجته.
فوا لهفاه ما أعزّ جانبه.
وأسفاً عليه ما أمنع حوزته.
وحزناً لوجهه الميمون المشرق وقد شوّهه اللعين ضرباً بعصاه.
ونفسي الفداء لذلك الأنف الحمي وقد كسر في سبيل الله.
ولله تناثر اللحم من جبينه الوضّاح ، وخدّه الزاهر ، وجبهته المباركة على كريمته الشريفة.
وفي عين الله خضّبت تلك الشيبة العزيزة بدماء ذلك الأغر ، دون أن يهتضم جاره أو يستباح ذماره.
كريـم أبـى شـمّ الدنيـة أنفه |
|
فأشممه شوك الوشيج المسدّد |
وقال : قفي يا نفس وقفة واردٍ |
|
حياض الردى لا وقفة المتردّ |
__________________
١ ـ المراغة : الموضع تتمرّغ فيه الدواب.
٢ ـ الحمأة : الطير الأسود المنتن.