وصبر على أهوال البلاء حتى سقط إلى الأرض وبه رمق ، فمشى إليه الحسين عليهالسلام ومعه حبيب بن مظاهر.
فقال له الحسين عليهالسلام : « رحمك الله يا مسلم ، « فمنهم مَن قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً ».
ودنا منه حبيب رضي الله عنه وقال : عزّ عليَّ مصرعك يا أخي يا مسلم أبشر بالجنّة.
فقال له مسلم قولاً ضعيفاً : بشّرك الله بخيرٍ.
ثم قال له حبيب : لولا أعلم أنّني في الأثر لأحببتُ أن توصي إليّ بكلّ ما
__________________
الكوفة ، وكان صحابياً ممّن رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله وروى عنه ، كان رجلاً شجاعاً وجريئاً شارك في الكثير من حروب المسلمين ، وشهد مع علي عليهالسلام كلّ غزواته.
كان في الكوفة يأخذ البيعة من الناس للحسين بن علي عليهالسلام ، وقد جعله مسلم بن عقيل حين ثار بالكوفة على رأس طائفة من مذحج وأسد ، وكان ينهض بجمع المال والسلاح والأنصار.
وفي ليلة عاشوراء لمّا أوعز الإمام الحسين ان يتخذوا ظلام الليل جملاً وينصرفوا وقف مسلم بن عوسجة موقفاً جريئاً وقام متكلّماً وقال : « والله لو علمت انّي اُقتل ثمّ اُحيى ثمّ اُحرق ثمّ أذرى ، يُفعل بي ذلك سبعين مرّة ما تركتك فكيف وانّما هي قتلة واحدة ثم الكرامة إلى الأبد ».
وكان ساعة البراز يرتجز :
ان تسألوا عني فانّي ذو لبد |
|
من فرع قوم في ذُرى بني أسد |
فمن بغانا حايـد عن الرشد |
|
وكافرٌ بديـن جبّـار صـمـد |
وعند القتال لم يتجرّأ أحد من الأعداء على مبارزته ، فرضخوه بالحجارة ولمّا سقط على الأرض وكان به رمق مشى إليه الحسين عليهالسلام وحبيب بن مظاهر ، فدعا له الحسين وبشّره بالجنّة ، ولما اقترب منه حبيب بن مظاهر قال له مسلم : اوصيك بهذا ـ وأشار إلى الحسين ـ فقاتل دونه حتّى تموت. انظر : رجال الشيخ : ٨٠ ، تاريخ الطبري ٥ : ٤٣٥ ، بحار الأنوار ٤٥ : ٦٩ ، الأخبار الطوال : ٢٤٩ ، أنصار الحسين : ١٠٨ ، تسمية مَن قتل مع الحسين : ٥٢ وفيه : مسلم بن عوسجة السعدي من بني سعد بن ثعلبة ، قتله مسلم بن عبد الله وعبيد الله بن أبي خشكارة.