فبينا هي تخاطبهم إذا بضجّة قد ارتفعت ، وإذا هم بالرؤوس قد جاؤوا بها على الرماح ، يقدمهم رأس الحسين عليهالسلام ، وهو رأس زهري قمري ، أشبه الناس برسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولحيته كسواد السبج ، قد نصل منها الخضاب ، ووجهه دائرة قمر طالع ، والريح تلعب بكريمته الشريفة يميناً وشمالاً ، فالتفتت زينب فرأت رأس أخيها فنطحت جبينها بمقدم المحمل حتى سال الدم من تحت قناعها ، وأومأت إليه بحرقة.
يا هلالاً لمّا استتـمّ كمـالاً |
|
غاله خسفه فأبدى غروبا |
ما توهّمت يا شقيق فؤادي |
|
كان هذا مقـدّراً مكتـوبا |