ورثته عمّته صفية بنت عبد المطلب (١) بقصيدة يائية ، ذكر ابن عبد البر في أحوال النبي صلىاللهعليهوآله من استيعابه جملة منها. (٢)
ورثاه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب (٣) بقصيدة لامية ذكر بعضها
__________________
قد كان بعـدك أنباء وهنبثة |
|
لو كان شاهدها لم تكثر الخطب |
إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها |
|
فاختلّ قومك فاشهدهم ولا تغب |
وقالت أيضا ترثيه صلىاللهعليهوآله كما أورده أحمد بن زيني دحلان في سيرته ( ٣ : ٣٩٢ ) :
إغبرّ آفاق السمـاء وكُوّرت |
|
شمس النهار واظلم العصران |
والأرض من بعد النبي كئيبة |
|
أسفاً عليه كثيـرة الـرجفان |
فليبكه شرق البـلاد وغربها |
|
وليبكه مُضرّ وكـلّ يمـان |
١ ـ انظر ترجمتها في : اُسد الغابة ٧ : ١٧٣ ، الطبقات الكبرى ٢ : ٣٣٠.
٢ ـ قالت صفيّة ترثي رسول الله صلىاللهعليهوآله :
ألا يا رسـول الله كنـت رجاءنا |
|
وكنت بنـا برّاً ولم تـك جافيا |
وكنت رحيماً هـادياً ومعـلمـاً |
|
ليبك عليك اليـوم من كان باكيا |
لعمـرك ما أبكـي النبـيّ لفقده |
|
ولكن لما أخشى من الهرج آتـيا |
كأنّ على قلبـي لذكـر محمـد |
|
وماخفت من بعـد النبي المكاويا |
أفاطم صلـى الله رب محـمـد |
|
على جدث أمسـى بيثـرب ثاويا |
فداً لـرسـول الله اُمـّي وخالتي |
|
وعمّي وآبائـي ونفسـي وماليا |
صدقـت وبلغت الرسالة صادقاً |
|
ومتّ صليب العود أبلـج صافيا |
فلـو انّ ربّ الناس أبقـى نبيّنا |
|
سعدنا ولكن أمـره كـان ماضيا |
عليـك من الله السـلام تحيـة |
|
وأخلدت جنّات من العـدن راضيا |
أرى حسنـاً يتّـمـته وتركته |
|
يبكي ويدعـو جـدّه اليـوم نائيا |
انظر : الاستيعاب ـ بهامش الاصابة ـ ٤ : ٣١٢.
٣ ـ أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، أسلم يوم الفتح وحسن اسلامه ، فيقال انّه ما رفع رأسه إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله حياء منه بعد الذي وقف من رسول الله قبل اسلامه ، وشهد أبو سفيان حنيناً وأبلى فيها بلاء حسناً ، وكان ممن ثبت ولم يفر يومئذ