٥ ـ إرشاد القلوب بالاسناد إلى الباقر عليهالسلام قال : لماكثر قول المنافقين وحساد أميرالمؤمنين عليهالسلام فيما يظهره رسول الله (ص) من فضل علي عليهالسلام وينص عليه ويأمر بطاعته ويأخذ البيعة له على كبرائهم ومن لا يؤمن غدره ويأمرهم بالتسليم عليه بإمرة المؤمنين ويقول لهم : إنه وصيي وخليفتي وقاضي ديني ومنجز عدتي والحجة لله (١) على خلقه من بعدي من أطاعه سعد ومن خالفه ضل وشقي قال (٢) المنافقون : لقد ضل محمد في ابن عمه علي وغوى وجن (٣)! والله ما أفتنه فيه وجبه إليه إلا قتل الشجعان والاقران والفرسان يوم بدر وغيرها من قريش وسائر العرب واليهود ، وأن كل ما يأتينابه وظهر في علي من هواه ، وكل ذلك يبلغ رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى اجتمعت التسعة المفسدون في الارض في دار الاقرع بن حابس التميمي ـ وكان يسكنها في ذلك الوقت صهيب الرومي ـ وهم التسعة الذين إذا عد أميرالمؤمنين معهم كان عدتهم عشرة ، وهم : أبوبكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبدالرحمن بن عوف الزهري وأبوعبيدة بن الجراح ، فقالوا : لقد أكثر محمد في حق علي (٤) حتى لو أمكنه أن يقول لنا : اعبدوه لقال!.
فقال سعد بن أبي وقاص : ليت محمدا أتانا فيه بآية من السماء كما آتاه الله في نفسه من الآيات مثل انشقاق القمر وغيره ، فباتوا تلك ليلتهم. (٥) ، فنزل نجم من السماء حتى صار في ذروة بجدار أميرالمؤمنين عليهالسلام متعلقا (٦) ، يضئ في سائر المدينة حتى دخل ضياؤه في البيوت وفي الآبار (٧) وفي المغارات وفي المواضع المظلمة من بيوت الناس ، فذعر أهل المدينة ذعرا (٨) شديدا وخرجوا وهم لا يعلمون ذلك النجم على دار من نزل؟ ولا أين هو
____________________
(١) في المصدر : ومنجز عداتى وحجة الله اه.
(٢) جواب لما.
(٣) جن ـ على بناء المجهول ـ : زال عقله.
(٤) في المصدر : في حق على حبا.
(٥) في المصدر : فباتوا ليلتهم تلك.
(٦) في المصدر : بجدار دار أميرالمؤمنين عليهالسلام معلقا.
(٧) الابار جمع البئر ، وهو معروف. والمغار. الكهف.
(٨) ذعر : دهش.