فوقع الاجماع بأن عليا أولى بالامامة من غيره ، لانه لم يفر من زحف (١) قط كما فر غيره في غير موضع (٢).
[ ٢ ـ فس : في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : « من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه (٣) » لا يغيروا أبدا (٤) « فمنهم من قضى نحبه » أي أجله وهو حمزة وجعفر بن أبي طالب « ومنهم من ينتظر » أجله (٥) ، يعني عليا عليهالسلام يقول : « وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم » الآية (٦) ].
٣ ـ كشف : مما أخرجه العز المحدث الحنبلي قوله : « وكونوا مع الصادقين » قال ابن عباس : كونوا مع علي وأصحابه.
قوله : تعالى : « والذي جاء بالصدق وصدق به » الذي جاء بالصدق رسول الله صلىاللهعليهوآله والذي صدق به علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قاله مجاهد.
قوله : « والذين آمنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم
____________________
(١) وآتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون ) والمتكلمون وان تمسكوا بقوله : ( والصابرين ) فقط على ما يستفاد من العبارة لكن يجرى الاستدلال ويجوز بكل جملة من جملاتها ، فهو أول من آمن واستفام في إيمانه ، وهو الذى أعطى الزكاة في الركوع كما سبق تفصيله ، وأعطى قوته المسكين واليتيم والاسير لوجه الله وعلى حبه ، وهو الصابر في البأسل والضراء ، والذاب عن رسول الله في الهيجاء ، وهو الصادق حقا الذى امر الناس بالكون معه ، فتقديم غيره انكار للقرآن وتكذيب بآياته ، ومن أظلم ممن كذب بآياته؟ انه لا يفلح الظالمون.
(٢) الزحف : الجيش الكثير يزحف إلى العدو ، ويقال : زحف العسكر إلى العدو ، اذا مشوا اليهم في ثقل لكثرة عددهم.
(٢) مناقب آل أبى طالب ١ : ٥٧٢ و ٥٧٣.
(٣) الاحزاب : ٢٣ ، وما بعدها ذيلها.
(٤) في المصدر : لا يفروا أبدا.
(٥) في المصدر : أى أجله.
(٦) تفسير القمى : ٥٢٧.