إليك بما تعلمين ، فلما أخبرها الحسن بما قال أميرالمؤمنين عليهالسلام قامت ثم قالت : خلوني (١)! فقالت لها امرأة من المهالبة : أتاك ابن عباس شيخ بني هاشم وحاورتيه وخرج من عندك مغضبا وأتاك غلام فأقلعت؟ قالت : إن هذا الغلام ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله فمن أراد أن ينظر إلى مقلتي (٢) رسول الله فلينظر إلى هذا الغلام ، وقد بعث إلي بما علمت ، قالت : فأسألك بحق رسول الله صلىاللهعليهوآله عليك إلا أخبرتينا بالذي بعث إليك ، قالت : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله جعل طلاق نسائه بيد علي ، فمن طلقها في الدنيا بانت منه في الآخرة.
وفي رواية : كان النبي يقسم نفلا (٣) في أصحابه ، فسألناه أن يعطينا منه شيئا وألححنا عليه في ذلك ، فلامنا علي فقال : حسبكن ما أضجرتن رسول الله ، فتهجمناه ، فغضب النبي صلىاللهعليهوآله مما استقبلنا به عليا ثم قال : يا علي إني قد جعلت طلاقهن إليك فمن طلقتها منهن فهي بائنة ، ولم يوقت النبي صلىاللهعليهوآله في ذلك وقتا في حياة ولا موت ، فهي تلك الكلمة ، فأخاف أن أبين من رسول الله.
خطيب خوارزم :
علي في النساء له وصي |
|
أمين لم يمانع بالحجاب |
واستنابه في مبيته على فراشه ليلة الغار ، واستنابه في نقل الحرم إلى المدينة بعد ثلاثة أيام ، واستنابه في خاصة أمره وحفظ سره مثل حديث مارية لما قرفوها (٤) ، واستنابه على المدينة لما خرج إلي تبوك ، واستنابه في قتل الصناديد من قريش وولاه عليهم عند هزيمتهم ، وولاه حين بعثه إلى فدك؟ وولاه الخروج إلى بني زهرة ، وولاه يوم احد في أخذ الراية وكان صاحب رايته دونهم ، وولاه على نفسه عند وفاته وعلى غسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه ، وقد روي عنه : إنا أهل بيت النبوة والرسالة والامامة وإنه لا يجوز أن يقبلنا عند ولادتنا القوابل ، وأن الامام لا يتولى ولادته وتغميضه (٥) وغسله ودفنه
____________________
(١) في المصدر : رحلونى خ ل.
(٢) المقلة : العين.
(٣) النفل بالتحريك الغنيمة.
(٤) قرف فلانا بكذا : عابه أواتهمه به وفي (ت) قذفوها.
(٥) غمض عينه : أطبق جفنيها.