المسلمون (١) كافة ماخلا عليا ، فإنه برز إليه ، فقتله الله على يديه ، والذي نفس حذيفة بيده لعمله في ذلك اليوم أعظم أجرا من عمل أصحاب محمد إلى يوم القيامة ، و كان الفتح في ذلك اليوم على يد علي عليهالسلام وقال النبي صلىاللهعليهوآله : « لضربة علي خير من عبادة الثقلين » وذكره القوشجي أيضا في شرحه من غير تفاوت.
وروى الشيخ أمين الدين الطبرسي في مجمع البيان عند سياق هذه القصة برواية محمد بن إسحاق فجز علي عليهالسلام رأسه وأقبل نحو رسول الله صلىاللهعليهوآله ووجهه يتهلل (٢) ، قال حذيفة فقال النبي صلىاللهعليهوآله : ابشر ياعلي فلو وزن اليوم عملك بعمل أمة محمد صلىاللهعليهوآله لرجح عملك بعملهم ، وذلك أنه لم يبق بيت من بيوت المشركين إلا وقد دخله وهن بقتل عمرو ، ولم يبق بيت من بيوت المسلمين إلا وقد دخله عز بقتل عمرو.
وروى السيد أبومحمد الحسيني عن الحاكم أبي القاسم الحسكاني بإسناده عن سفيان الثوري عن زبيد الشامي عن مرة عن عبدالله بن مسعود قال : وكان يقرأ « وكفى الله المؤمنين القتال » بعلي (٣).
أقول : وقال السيد بن طاوس في كتاب سعد السعود : قول النبي صلىاللهعليهوآله : « لضربة علي لعمرو بن عبدود أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة » رواه (٤) موفق ابن أحمد المكي أخطب خطباء خوارزم في كتاب المناقب وأبوهلال العسكري في كتاب الاوائل (٥).
وقال ابن أبي الحديد : في شرح نهج البلاغة : فأما الجراحة التي جرحها يوم الخندق إلى عمرو بن عبدود فإنها أجل من أن يقال جليلة ، وأعظم من أن يقال عظيمة وماهي إلا كما قال شيخنا أبوالهذيل وقد سأله سائل : أيما أعظم منزلة عند الله علي أم أبوبكر؟ فقال : ياابن أخي والله لمبارزة علي عمروا يوم الخندق يعدل
____________________
(١) احجم عن الشئ : كف أو نكص هيبة.
(٢) أي يتلالا.
(٣) مجمع البيان ٨ : ٣٤٣.
(٤) في المصدر : وقد روى ذلك منهم اه.
(٥) سعد السعود : ١٣٩.