* [ بيان : قال السيد الداماد قدسسره : إنا نحن قد تلونا على أسماع المتعلمين وأملينا على قلوب المتبصرين في كتبنا العقلية وصحفنا الحكمية لا سيما تقويم الايمان أن جملة الممكنات أي النظام الجملي لعوالم الوجود على الاطلاق المعبر عنه ألسنة أكارم الحكماء بالانسان الكبير كتاب الله (١) المبين الغير المغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، فإن روعيت أعمية الصنف بالقياس إلى الشخص المندرج تحته وشموله إياه وكذلك النوع بالقياس إلى الصنف والجنس بالقياس إلى النوع قيل : الشخصيات والاشخاص بمنزلة الحروف والكلمات المفردة ، والاصناف بمنزلة أفراد الكلام ، والجمل والانواع بمنزلة الآيات ، والاجناس بمنزلة السور ، والقوى واللوازم والاوصاف بمنزلة التشديد والمد والاعراب ، وإن لوحظ تركب النوع من الجنس والفصل والصنف من النوع واللواحق المصنفة والشخص من الحقيقة الصنفية والعوارض المشخصة عكس فقيل : الاجناس العالية والفصول بمنزلة حروف المباني ، والانواع الاضافية المتوسطة بمنزلة الكلمات ، والانواع الحقيقية السافلة بمنزلة الجمل ، والاصناف بمنزلة الآيات ، والاشخاص بمنزلة السور ، وعلى هذا فتكون النفس الناطقة البشرية البالغة في جانبي العلم والعمل قصيا درجات الاستكمال بحسب أقصى مراتب العقل المستفاد ، لكونها وحدها في حد مرتبتها تلك عالما عقليا هو نسخة عالم الوجود بالاسر ، ومضاهيته في الاستجماع والاستيعاب كتابا مبينا جامعا مثابته في جامعيته مثابة مجموع الكتاب الجملي الذي هو نظام عوالم الوجود قضها وقضيضتها (٢) على الاطلاق قاطبة ، ومن هناك يقال للانسان العارف « العالم الصغير » ولمجموع العالم « الانسان الكبير » بل للانسان العارف « العالم الكبير » ولمجموع العالم » الانسان الصغير « وإذ قد هديناك سبيلي النسبتين المتعاكستين فيما ينتظم منه العالم وما يأتلف منه الكتاب فاعلمن أن لكل
____________________
(*) هذا البيان من مختصات ( ك ).
(١) خبر « أن ».
(٢) يقال : جاء القوم قضهم وقضيضهم أي جميعهم.