يا علي لاترغب عن نصر قوم يبلغهم أو يسمعون أني أحبك فأحبوك لحبي إياك ودانوا الله عزوجل بذلك ، وأعطوك صفوا المودة من قلوبهم واختاروك على الآباء والاخوة والاولاد ، وسلكوا طريقك وقد حملوا على المكاره فينا فأبوا إلا نصرنا وبذلوا المهج فينا مع الاذى وسوء القول وما يقاسونه من مضاضة ذلك (١) ، فكن بهم رحيما واقنع بهم ، فإن الله اختارهم بعلمه لنا من بين الخلق وخلقهم من طينتنا و استودعهم سرنا ، وألزم قلوبهم معرفة حقنا ، وشرح صدورهم وجعلهم متمسكين بحبلنا ، لا يؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول من الدنيا عنهم وميل الشيطان بالمكاره عليهم ، أيدهم الله وسلك بهم طريق الهدى فاعتصموا به والناس في غمرة الضلال متحيرين في الاهواء ، عموا عن المحجة (٢) وما جاء من عند الله ، فهم يمسون و يصبحون في سخط الله ، وشيعتك على منهاج الحق والاستقامة ، لايستأنسون إلى من خالفهم ، ليست الدنيا منهم وليسوا منها ، أولئك مصابيح الدجى أولئك مصابيح الدجى أولئك مصابيح الدجى (٣).
١٢٣ ـ كنز الكراجكي : عن أسد بن إبراهيم السلمي ، عن عمر بن علي العتكي الخطيب ، عن محمد بن إبراهيم البغدادي ، عن الحسن بن عثمان الخلال عن أحمد بن حماد ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : إن الله تبارك وتعالى حبس قطر المطر عن بني إسرائيل بسوء رأيهم في أنبيائهم ، وإنه حابس قطر المطر عن هذه الامة ببغضهم علي بن أبي طالب عليهالسلام.
وعن السلمي ، عن العتكي ، عن أحمد بن جعفر الجوهري ، عن أحمد بن علي المروزي عن الحسن بن شبيب ، عن خلف بن أبي هارون العبدي قال : كنت جالسا عند عبدالله بن عمر ، فأتى نافع بن الازرق فقال : والله إني لابغض عليا ، فرفع
____________________
(١) مض الجرح فلانا : آلمه وأوجعه. مض مضاضة : ألم من وجع المصيبة.
(٢) في ( د ) : عن الحجة.
(٣) مخطوط ولم نظفر بنسخته.