ابن عمر رأسه فقال : أبغضك الله أتبغض ويحك رجلا سابقة من سوابقه خير من الدنيا بما فيها؟
وعن محمد بن أحمد بن شاذان ، عن محمد بن أحمد الشامي ، عن أحمد بن زياد القطان ، عن يحيى بن أبي طالب ، عن عمرو بن عبدالغفار ، عن الاعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : كنت عند النبي صلىاللهعليهوآله إذ أقبل علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال النبي صلىاللهعليهوآله : تدري من هذا؟ قلت : هذا علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال النبي صلىاللهعليهوآله : هذا البحر الزاخر ، هذا الشمس الطالعة ، أسخى من الفرات كفا ، وأوسع من الدنيا قلبا ، فمن أبغضه فعليه لعنة الله (١).
وعن أسد بن إبراهيم السلمي ، عن عمر بن علي العتكي ، عن أحمد بن محمد الحنبلي ، عن أحمد بن حازم ، عن جعفر بن عون ، عن عمر بن موسى البربري ، عن أبيه ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لايبغض عليا إلا فاسق أو منافق أو صاحب بدايع.
بيان : لا يخفى على متأمل أن أكثر أخبار هذا الباب نص في الامامة ، و بعضها ظاهر ، إذ كون محبة رجل واحد من بين جميع الامة علامة للايمان وبغضه علامة للنفاق لايكون إلا لكونه إماما وخليفة من الله وكون ولايته من أركان الايمان وإلا فسائر المؤمنين وإن بلغوا الدرجة القصوى من الايمان لايدخل حبهم أحدا في الايمان ولا يخرج بغضهم عن الايمان إلى الكفر والنفاق ، بل غاية الامر أن يكون بغضهم من الكبائر ، وذلك لايقتضي الكفر ، ومع قطع النظر عن ذلك مثل هذا الفضل والامتياز يمنع تقدم غيره عليه عند أولي الالباب. ثم اعلم أن أكثر أخبار هذا الباب متفرقة في سائر الابواب لاسيما أبواب حبهم وبغضهم عليهمالسلام في كتاب الامامة وأبواب فضائل الشيعة في كتاب الايمان والكفر ، وباب ذم عائشة وحفصة في كتاب النبوة ، وباب استيلائه عليهالسلام على الشياطين ، وباب جوامع المناقب من هذا المجلد والله الموفق.
____________________
(١) كنز الكراجكي : ٦٢ و ٦٣. ولم نجد الرواية الاخيرة فيه.
(٢) في ( د ) : صريح نص.