عليهالسلام في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله ألف مملوك مما مجلت يداه (١) وعرق جبينه ولقد ولى الخلافة وأتته الاموال ، فما كان حلواه إلا التمر ولا ثيابه إلا الكرابيس.
وروى العوام بن حوشب عن أبي صادق قال : تزوج علي عليهالسلام ليلى بنت مسعود النهشلية ، فضربت له في داره حجلة ، فجاء فهتكها وقال : حسب أهل علي ماهم فيه.
وروى حاتم بن إسماعيل المدائني (٢) عن جعفر بن محمد عليهمالسلام قال : ابتاع علي عليهالسلام في خلافته قميصا سملا بأربعة دراهم ، ثم دعا الخياط فمد كم القميص وأمره بقطع ما جاوز الاصابع (٣).
وقال في موضع آخر من شرح نهج البلاغة : وأما فضائله فإنها قد بلغت من العظم والانتشار مبلغا يسمج (٤) معه التعرض لذكرها والتصدي لتفصيلها ، فصارت كما قال أبوالعيناء لعبد الله بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل والمعتمد : رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر والقمر الزاهر الذي لا يخفى على الناظر ، فأيقنت أني حيث انتهى بي القول منسوب إلى العجز مقصر عن الغاية ، فانصرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء لك ، ووكلت الاخبار عنك إلى علم الناس بك.
وما أقول في رجل أقر له أعداؤه وخصومه بالفضل ، ولم يمكنهم جهل مناقبه ولا كتمان فضائله فقد علمت أنه استولى بنو أمية على سلطان الاسلام في شرق الارض وغربها ، واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره والتحريف عليه و وضع المعائب والمثالب له ، ولعنوه على جميع المنابر وتوعدوا ما دحيه بل حبسوهم وقتلوهم ، ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو يرفع له ذكرا ، حتى
____________________
(١) مجلت يده : نفطت من العمل وظهر فيها المجل ، وهو أن يكون بين الجلد واللحم ماء من كثرة العمل.
(٢) في المصدر : المدنى.
(٣) شرح النهج ١ : ٢١٥ ـ ٢١٧ ،.
(٤) أى يقبح. وفي المصدر : من العظم والجلال.