كانت فيه أتم منها في غيره ، لانه أقام بالشام حين دعا إلى نفسه ، وهو معنى نعيقه وفحصت راياته بالكوفة تارة حين شخص بنفسه إلى العراق وقتل مصعبا ، وتارة لما استخلف الامراء على الكوفة ، فلما كمل أمر عبدالملك وهو معنى « أينع زرعه » هلك ، وعقدت رايات الفتن المعضلة بعده ، كحروب أولاده مع بني المهلب ، ومع زيد بن علي عليهالسلام وأيام يوسف بن عمر وغير ذلك (١).
والضواحي : النواحي البارزة القريبة. قوله : « فغرت فاغرته » أي فتح فاه والشكيمة في الاصل حديدة معترضة في اللجام في فم الدابة ، وفلان شديد الشكيمة إذا كان عسر الانقياد شديد النفس وثقلت في الارض وطأنه أي عظم جوره وظلمه. والكلوح بالضم تكشر في العبوس (٢). والكدوح : الخدوش وأينع الزرع : أدرك ونضج ، والينع جمع يانع ، ويجوز أن يكون مصدرا. وهدرت أي صوتت والشقاشق جمع شقشقة ، وهي بالكسر شئ كالراية يخرج من فم البعير إذا هاج وبرقت بوارقه أي سيوفه ورماحه والمعضلة : العسرة العلاج. والقاصف : الريح القوية تكسر كلما تمر عليه ، القرون : الاجيال من الناس ، واحدها قرن بالفتح ، وهذا كناية عن الدولة العباسية التي ظهرت على دولة بني امية في الحرب ، ثم قتل المأمورين منهم صبرا ، فحصد القائم قبل المحاربة وحطم الحصيد بالقتل صبرا. المراد بالتفاف بعضهم ببعض اجتماعهم في بطن الارض ، وبحصدهم قتلهم أو موتهم ، وبحطم محصودهم تفرق أو صالهم في التراب ، أو التفافهم كناية عن جمعهم في موقف الحساب أو طلب بعضهم مظالمهم من بعض ، وحصدهم عن إزالتهم عن موضع قيامهم أي الموقف ، وسوقهم إلى النار وحطمهم عن تعذيبهم في نار جهنم.
أقول : سيأتي كثير من الاخبار في كتاب الفتن.
٦٥ ـ البرسي في المشارق عن ابن نباتة أن أمير المؤمنين عليهالسلام كان يوما جالسا
____________________
(١) شرح النهج ٢ : ٣٠٣. وقد نقله ملخصا.
(٢) والصحيح ان يقال : كلح كلوحا ـ بالضم ـ تكشر في عبوس. وتكشر اى كشف عن اسنانه.