عند الشبهة ، والاقتصاد ، والعدل في الرضى والغضب ، وحسن الجوار ، وإكرام الضيف ، ورحمة المجهود وأصحاب البلاء ، وصلة الرحم ، وحب المساكين ومجالستهم والتواضع فإنه من أفضل العبادة ، وقصر الامل واذكر الموت ، وازهد في الدنيا فإنك رهين موت وغرض بلاء وطريح (١) سقم ، واوصيك بخشية الله في سر أمرك وعلانيتك ، وأنهاك عن التسرع بالقول والفعل ، وإذا عرض شئ من أمر الآخرة فابدأ به ، وإذا عرض شئ من أمرالدنيا فتأنه حتى تصيب رشدك فيه ، وإياك و مواطن التهمة والمجلس المظنون به السوء ، فإن قرين السوء يغر (٢) جليسه ، وكن لله يا بني عاملا ، وعن الخنى زجورا ، وبالمعروف آمرا ، وعن المنكر ناهيا وواخ الاخوان في الله ، وأحب الصالح لصلاحه ، ودار الفاسق عن دينك وابغضه بقلبك ، وزايله بأعمالك لئلا (٣) تكون مثله ، وإياك والجلوس في الطرقات ، ودع الممارات ومجارات من لا عقل له ولا علم ، واقتصد يا بني في معيشتك ، واقتصد في عبادتك ، وعليك فيها بالامر الدائم الذي تطيقه ، والزم الصمت تسلم ، وقدم لنفسك تغنم ، وتعلم الخير تعلم ، وكن لله ذاكرا على كل حال ، وارحم من أهلك الصغير ، ووقر منهم الكبير ، ولا تأكلن طعاما حتى تصدق منه قبل أكله ، وعليك بالصوم فإنه زكاة البدن وجنة لاهله. وجاهد نفسك ، واحذر جليسك ، واجتنب عدوك ، وعليك بمجالس الذكر ، وأكثر من الدعاء فإني لم آلك يا بني نصحا وهذا فراق بيني وبينك ، واوصيك بأخيك محمد خيرا ، فإنه شقيقك وابن أبيك وقد تعلم حبي له ، وأما أخوك الحسين فهو ابن امك ، ولا اريد (٤) الوصاة بذلك والله الخليفة عليكم ، وإياه أسأل أن يصلحكم ، وأن يكف الطغاة البغاة عنكم ،
____________________
(١) في « ما » و ( خ ) : صريع.
(٢) في « ما » يغير. وفى « جا » يعير.
(٣) في « ما » : كيلا.
(٤) في « ما » : ولا ازيد.