استقبلك بما استقبلك به ثم أمرت له بثلاث مائة ألف؟ قال : يا بني إن الحق حقهم ، فمن أتاك منهم فاحث له (١).
____________________
(١) ومما يناسب اللباب ما ذكره سبط ابن الجوزى في التذكرة نقلا عن هشام بن محمد الكلبي ، عن محمد بن اسحاق قال : بعث مروان بن الحكم وكان اليا على المدنية رسولا إلى السحن عليهالسلام فقال قل له : يقول لك مروان : أبوك الذى فرق الجماعة وقتل أمير المؤمنين عثمان ، وأباد العلماء والزهاد يعنى الخوارج وأنت تفخر بغيرك : فاذا قيل لك من أبوك؟ تقول : خالى الفرس وفى رواية ابن سعد في الطبقات : ما اجد لك مثلا الا البغلة يقال لها من أبوك فتقول : أخى الفرس.
فجاء الرسول إلى الحسن عليهالسلام فقال له : يا أبا محمد! انى أتيتك برسالة ممن يخاف سطوته ، ويحذر سيفه ، فان كرهت لم أبلغك اياها ووقيتك بنفسى ، فقال الحسن : لا بل تؤديها ، ونستعين عليه بالله. فأداها فقال له : تقول لمروان : ان كنت صادقا فالله يجزيك بصدقك ، وان كنت كاذبا فالله أشد نقمة.
فخرج الرسول من عنده ، فلقيه الحسين فقال : من أين أقبلت؟ فقال : من عند أخيك الحسن ، فقال : وما كنت تصنع؟ قال : أتيت برسالة من عند مروان ، فقال : وما هى؟ فامتنع الرسول من أدائها ، فقال : لتخبرنى أو لاقتلنك! فسمع الحسن عليهالسلام فخرج وقال لاخيه : خل عن الرجل ، فقال : لا والله حتى أسمعها ، فأعادها الرسول فقال له : قل يقول لك الحسين بن على ابن فاطمة : يا ابن الزرقاء الداعية إلى نفسها بسوق ذى المجاز ، صاحبة الراية بسوق عكاظ ، يا ابن طريد رسول الله ولعينه ، اعرف من أنت؟ ومن امك؟ ومن أبوك؟ فجاء الرسول إلى مروان فأعاد عليه ما قالا ، فقال له : ارجع إلى الحسن وقل له : أشهد أنك ابن رسول الله ، وقل للحسين : أشهد أنك على بن أبى طالب.
قال : قال الاصمعى : أما قول الحسين « يا ابن الداعية إلى نفسها » فذكر بان اسحاق ان ام مروان اسمها أمية وكانت من البغايا في الجاهلية ، وكان لها رأية مثل رأية البيطار تعرف بها ، وكانت تسمى أم حبتل الزرقاء ، وكان مروان لا يعرف له أب ، وانما تنسب له إلى الحكم بن أبى العاص.
أقول : قال الفيروز آبادي ذو المجاز : سوق كانت لهم على فرسخ من عرفة ، بناحية كبكب وعكاظ سوق بصحراء بين نخلة والطائف كانت تقوم هلال ذى القعدة وتستمر عشرين يوما تجتمع قبائل العرب فبتعاكظون أي يتفاخرون ويتناشدون.