بيان : نفستها به : لعل المعنى كنت قابلتها وإن لم يرد بهذا المعنى فيما عندنا من اللغة ، يحتمل أن يكون من نفس به بالكسر بمعنى ضن ، أي ضننت به وأخذته منها ، وخلقه تخليقا طيبه.
قوله صلىاللهعليهوآله « عزيز علي » أي قتلك قال الجزري : عز علي يعز أن أراك بحال سيئة أي يشتد ويشق علي.
٢ ـ لى : السناني ، عن ابن زكريا ، عن ابن حبيب ، عن ابن بهلول ، عن علي بن عاصم ، عن الحصين بن عبدالرحمان ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : كنت مع أمير المؤمنين عليهالسلام في خرجته إلى صفين فلما نزل بنينوى وهو بشط الفرات قال بأعلا صوته : يا ابن عباس أتعرف هذا الموضع؟ قلت له : ما أعرفه يا أمير المؤمنين فقال عليهالسلام : لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتى تكبي كبكائي.
قال : فبكى طويلا حتى اخضلت لحيته ، وسالت الدموع على صدره ، وبكينا معا وهو يقول : أوه أوه مالي ولآل أبي سفيان؟ مالي ولآل حرب حزب الشيطان؟ وأولياء الكفر؟ صبرا يا أبا عبدالله فقد لقي أبوك مثل الذي تلقى منهم.
ثم دعا بماء فتوضأ وضوء الصلاة فصلى ما شاء الله أن يصلي ثم ذكر نحو كلامه الاول إلا أنه نعس عند انقضاء صلاته وكلامه ساعة ثم انتبه فقال : يا ابن عباس فقلت : ها أنا ذا ، فقال : ألا احدثك بما رأيت في منامي آنفا عند رقدتي؟ فقلت : نامت عيناك ورأيت خيرا يا أمير المؤمنين.
قال : رأيت كأني برجال قد نزلوا من
السماء معهم أعلام بيض قد تقلدوا
سيفوهم وهي بيض تلمع ، وقد خطوا حول هذه الارض خطة ثم رأيت كأن هذه
النخيل قد ضربت بأغصانها الارض تضطرب بدم عبيط وكأني بالحسين سخلي
وفرخي ومضغتي ومخي قد غرق فيه يستغيث فيه فلا يغاث ، وكأن الرجال
البيض قد نزلوا من المساء ينادونه ويقولون : صبرا آل الرسول ، فانكم تقتلون
على أيدي شرار الناس ، وهذه الجنة يا أبا عبدالله إليك مشتاقة ، ثم يعزونني
ويقولون : يا أبا الحسن أبشر ، فقد أقر الله به عينك يوم يقوم الناس لرب العالمين.