٢ ـ ب : محمد بن الوليد ، عن ابن بكير قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله عزوجل « وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم » (١) قال : فقال : هو ويعفو عن كثير قال : قلت له : ما أصاب عليا وأشباهه من أهل بيته من ذلك؟ قال : فقال : إن رسول الله (ص) كان يتوب إلى الله عزوجل كل يوم سبعين مرة من غير ذنب (٢).
٣ ـ ل : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن ابن عمارة ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهماالسلام قال : إن أيوب عليهالسلام ابتلي سبع سنين من غير ذنب وإن الانبياء لا يذنبون لانهم معصومون مطهرون ، لا يذنبون ولا يزيغون ولا يرتكبون ذنبا صغيرا ولا كبيرا.
وقال عليهالسلام : إن أيوب عليهالسلام من جميع ما ابتلي به لم تنتن له رائحة ولا قبحت له صورة ، ولا خرجت منه مدة من دم ولا قيح ، ولا استقذره أحد رآه ولا استوحش منه أحد شاهده ، ولا تدود (٣) شئ من جسده وهكذا يصنع الله عزوجل بجميع من يبتليه من أنبيائه وأوليائه المكرمين عليه وإنما اجتنبه الناس لفقره وضعفه في ظاهر أمره ، بجهلهم بما له عند ربه تعالى ذكره ، من التأييد والفرج ، وقد قال النبي صلىاللهعليهوآله : أعظم الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل.
وإنما ابتلاه الله عزوجل بالبلاء العظيم الذي يهون معه على جميع الناس لئلا يدعوا له الربوبية إذا شاهد واما أراد الله أن يوصله إليه من عظائم نعمه تعالى متى شاهدوه ، ليستدلوا بذلك على أن الثواب من الله تعالى ذكره على ضربين : استحقاق واختصاص ، ولئلا يحتقروا ضعيفا لضعفه ، ولا فقيرا لفقره ، ولا مريضا لمرضه ، وليعلموا أنه يسقم من يشاء ، ويشفي من يشاء ، متى شاء ، كيف شاء بأي سبب شاء ، ويجعل ذلك عبرة لمن شاء ، وشقاوة لمن شاء ، وسعادة لمن شاء ، وهو
____________________
(١) الشورى : ٣٠.
(٢) قرب الاسناد ص ١٠٣.
(٣) يقال : داد الطعام يدادا دودا وتدود واداد : صار فيه الدود فهو مدود.